الأحد، 10 مارس 2013


ورقة عمل مقدمة ضمن متطلبات مقرر- تكنولوجيا التعليم

 

 

 

(  تكنولوجيا التعليم  )

 

 

 

 

 

إعداد

د. سمير عبد سالم الخريسات                           د. محمد سلمان  الرياحنة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهــــــــــــــــرس

الموضوع
الصفحة
الأهداف............................................................................................................................................
2
المقدمة..............................................................................................................................................
3
التكنولوجيا.....................................................................................................................................
4
تكنولوجيا لتعليم.............................................................................................................................
5
إسهامات جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا في تعريف تكنولوجيا التعليم........................
8
تحليل مفهوم تكنولوجيا التعليم.....................................................................................................
11
أسباب التباين والاختلاف في مفهوم تكنولوجيا التعليم.................................................................
12
تكنولوجيا المعلومات........................................................................................................................
13
العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات....................................................................
14
الأسس النظرية لتكنولوجيا التعليم.................................................................................................
15
مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم...........................................................................................
16
النماذج التعليمية في إطار مفهوم تكنولوجيا...................................................................................
19
النموذج التكنولوجي.......................................................................................................................
20
التحولات ( التغيرات)  في ظل تكنولوجيا التعليم..........................................................................
21
أسباب مقاومة المعلمين لتكنولوجيا التعليم....................................................................................
21
الحلول المقترحة للتغلب على معوقات استخدام تكنولوجيا (تقنية) التعليم.....................................
22
أهمية تكنولوجيا التعليم.................................................................................................................
22
 التغيرات في أدوار المعلم...................................................................................................................
24
دور المعلم في عصر الإنترنت والتعليم عن بعد...................................................................................
30
دور المعلم في استخدام التقنيات وتوظيفها في الأنشطة التعليمية.....................................................
31
كيفية نوظِّف تكنولوجيا التعليم في تحسين أداء المؤسسات التربوية.............................................
32
مفهوم الاتصال..................................................................................................................................
38
عناصر الاتصال التعليمي..................................................................................................................
39
أنواع الاتصال التعليمي......................................................................................................................
42
مستويات الاتصال التعليمي...............................................................................................................
47
نماذج الاتصال التعليمي....................................................................................................................
49
معوقات عملية الاتصال.....................................................................................................................
53
المراجع..............................................................................................................................................
55

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأهداف:

يتوقع من الطالب ( المتدرب) بعد دراسته لهذه الورقة أن يكون قادراً على أن:

l      يناقش مفاهيم: التكنولوجيا، تكنولوجيا التعليم، تكنولوجيا المعلومات والمنظومة والاتصال وربطها بالتعليم.

l   يربط وظيفياً بين النظرية والتطبيق في مجال تكنولوجيا التعليم.

l      يتتبع التطور التاريخي لتكنولوجيا التعليم ويشرح أهميتها وتطبيقاتها. 

l      يتعرف النموذج التكنولوجي وافتراضاته.

l      يبين أهمية تكنولوجيا التعليم.

l      يبين النماذج التعليمية.

l      يعرّف تكنولوجيا التعليم، ووسائط الاتصال التعليمية.

l      يعرّف المنظومة ويحدد مكوناتها، ويربطها بتكنولوجيا التعليم.

l       يعرّف الاتصال التربوي، ويصف أنواعه ويحدد عناصره ومعوقاته.

l       يطبق أسس تصميم وسائل الاتصال التعليمية المختلفة.

l      يحدد  دور وسائط الاتصال التعليمية في العملية التعليمية/التعلمية.

l       ينتج ويستخدم  وسائط الاتصال التعليمية ويشغل أجهزتها

l      يختار وسائل الاتصال التعليمية المناسبة لموقف تعليمي محدد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

      لعل أحد أبرز أسباب ظهور التكنولوجيا التعليمية وانتشارها في التدريس يكمن في السعي من أجل تحسين التدريس، ولقد ارتبط استخدام التكنولوجيا بتطوير التعلم والتعليم، ولتكنولوجيا التعليم أثر كبير في مكونات النظام التربوي، ويمتد هذا الأثر حتى يتناول اركاناً رئيسية في النظام التربوي، فمنها ما له علاقة بدور كل من المعلم والمتعلم ذلك الدور الذي يحول طبيعة العلاقة الاتصالية التقليدية من ملقن ومتلقي إلى دور تفاعلي نشط، يصبح فيه المتعلم هو المحور، ومنها ما له علاقة بوسيلة نقل المعلومات، ففي النظام التربوي التقليدي كان المعلم هو المصدر الأساسي لنقل المعلومات للتلميذ، وفي النظام التكنولوجي تتعدد وسائل نقل المعلومات إلى عدد كبير من وسائل الاتصال كالإذاعة والتلفزيون والحاسوب بالإضافة إلى المدرس، ومن هذه الأركان أيضاً طرق عرض المعلومات، ففي النظام التربوي التقليدي يقوم التعليم في غالبيته على نقل المعلومات بالاعتماد على الشكل اللفظي، في حين يتسع ذلك في النظام التكنولوجي بحيث يشمل أيضا أشكالا مرتبطة بالوسائل السمعية والبصرية، ومنها أيضا زمن التعلم فغالباً ما يكون زمن التعلم ثابتاً،  أما في النظام التربوي التكنولوجي فيكون زمن التعلم مرناً، حيث يمكن لكل تلميذ أن يسير في تعلمه بسرعته الخاصة، ومنها أيضاً التقويم، ففي الوقت الذي يقوم به المتعلم بناء على الدرجة التي يحتلها بالمقارنة مع درجات زملائه الآخرين، يقوم في النظام التكنولوجي بمقارنة أداء المتعلم بنفسه وقياس مدى التقدم الذي حققه المتعلم في تحقيق أهداف الدرس، بمعنى آخر فإنه لا يقاس تحصيل المتعلم بالمقارنة بغيره من المتعلمين.

   وعلى هذا فإن إدخال تكنولوجيا التعليم إلى التدريس عملية تغيير تربوي منظم، يؤدي إلى تغير في بعض جوانب بيئة التعلم.

  وسيتم التطرق في هذه الورقة إلى المقصود بالتكنولوجيا عموماً، وتكنولوجيا التعليم على وجه الخصوص، وأهميتها، وتطبيقاتها، والنماذج التعليمية المختلفة، والتحولات في ظل تكنولوجيا التعليم، وأدوار المعلم المختلفة، والاتصال التربوي وعناصره ومعوقاته .

1-12التكنولوجيا:

       ما المقصود بالتكنولوجيا؟ إن كلمة تكنولوجيا (Technology) كلمة يونانية الأصل مركبة من مقطعين الأول Techno   بمعنى حرفة أو صنعة أو فن، والمقطع الثاني  Logy بمعنى علم، والكلمة بمقطعيها تشير إلى علم الحرفة أو علم الصنعة.

       يرى آخرون أن الجزء الأول من الكلمة مشتقة من كلمة Technique الانجليزية الأصل بمعنى التقنية أو الأداء التطبيقي، ومن هنا فإن التكنولوجيا هي علم التقنية أو علم الأداء التطبيقي، وتفيد القواميس الإنجليزية بأن معنى التكنولوجيا هو: المعالجة النظامية للفن، أو جميع الوسائل التي تستخدم لإنتاج الأشياء الضرورية لراحة الإنسان، واستمرارية وجوده، وتتعدد تعريفات هذا المصطلح، فيعرفها (جالبريت): بالتطبيق النظامي للمعرفة العلمية أو معرفة منظمة من أجل أغراض علمية، ويعرفها(دونالد بيل) بالتنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية ذات كفاءة عالية، وتوجيه القوى الكامنة في البيئة المحيطة.

       وهناك من عرفها أيضاً بأنها " الأدوات والوسائل التي تستخدم لأغراض عملية تطبيقية، والتي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه وقدراته، وتلبية تلك الحاجات التي تظهر في إطار ظروفه الاجتماعية ومرحلته التاريخية،  ويتضح من هذا التعريفات ما يلي :-

1.     إن التكنولوجيا ليست نظرية بقدر ما هي عملية تطبيقية تهتم بالأجهزة والأدوات.

2.    إن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه.

3.    إن التكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي.

4.     إن التكنولوجيا وسيلة لسد حاجات المجتمع.

        وفي ضوء ما تقدم يمكن الاستنتاج بان التكنولوجيا طريقة نظامية تسير وفق المعارف المنظمة، وتستخدم جميع الامكانات المتاحة مادية كانت أم غير مادية، بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه، إلى درجة عالية من الإتقان أو الكفاية وبذلك فان للتكنولوجيا ثلاثة معان:-
1. التكنولوجيا كعمليات (
Processes ) : وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.

2. التكنولوجيا كنواتج ( Products ) : وتعني الأدوات، والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.

3. التكنولوجيا كعملية ونواتج معا : وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا، مثل تقنيات الحاسوب.

1-2 تكنولوجيا التعليم  

      ظهر مصطلح تكنولوجيا التعليم نتيجة الثورة العلمية والتكنولوجية التي بدأت عام 1920م عندما أطلق العالم فين Finn ) ) هذا الاسم عليه، ويعني هذا المصطلح تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل معها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.

      وهناك من يعرف تكنولوجيا التعليم بأنها عملية متكاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة واستخدام مصادر تعلم بشرية وغير بشرية تؤكد نشاط المتعلم وفرديته بمنهجية أسلوب المنظومات لتحقيق الأهداف التعليمية والتوصل لتعلم أكثر فعالية.

       وتعرف اليونسكو تكنولوجيا التعليم بأنها منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها كلها تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية.

        وتعرف  أيضاً على أنها عملية الإفادة من المعرفة العلمية وطرائق البحث العلمي في تخطيط وإحداث النظام التربوي وتنفيذها وتقويمها كل على انفراد، وككل متكامل بعلاقاته المتشابكة بغرض تحقيق سلوك معين في المتعلم مستعينة في ذلك بكل من الإنسان والآلة.

        وتعرف جمعية الاتصالات الأمريكية تكنولوجيا التربية بأنها عملية متشابكة ومتداخلة تشمل الأفراد والأشخاص والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات اللازمة لتحليل المشكلات التي تدخل في جميع جوانب التعليم الإنساني وابتكار الحلول المناسبة لهذه المشكلات وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة العملية المتصلة بذلك.

       وهناك من يرى بأن مصطلح  تكنولوجيا التعليم يكتسب بعدا دلاليا شموليا أبعد مما يظنه البعض بأنه لايزيد في معناه عن استعمال الطرق والأساليب التعليمية الحديثة أو استخدام الآلات التعليمية المتطورة أو الاجهزة التعليمية الراقية المستخدمة في العملية التربوية.

        إن  تكنولوجيا التعليم في حقيقتها أوسع من هذا بكثير فهي تشمل في دلالتها المعنوية قطعة الطباشير والسبورة حتى أرقى معامل اللغات وأطور الاجهزة التعليمية ودوائر التلفزة المغلقة والحاسبات الالكترونية والاقمار الصناعيةالمواد التعليمية داخلها- والاستراتيجيات التعليمية الموضوعة لكيفية تطبيقها وضمن أي نمط من الانماط التعليمية أيضا فهي تستخدم في تعليم جماهيري أو جماعي أو في مجموعات مصغرة أو زوجية أو فردية وفي أي نمط بيئي تستخدم هذه الوسائل التكنولوجية.

       مما تقدم يمكن القول بأن استعمال الطريقة الحديثة في العملية التعليمية وفق أسس مدروسة مبنية على ابحاث علمية رصينة أكدتها التجربة هو ما يتعارف عليه بمصطلح تكنولوجيا التعليم والذي يعني جميع الطرق والأدوات والمواد والاجهزة والتنظيمات المستعملة في نظام تعليمي معين تحقيقا لأهداف تربوية خاصة يتمّ تحديدها مسبقا لأجل تطوير ذلك البرنامج التربوي وتفعيله.

     إذن تكنولوجيا التعليم بالمعنى الآلي عملية لا تقتصر دلالتها على مجرد استخدام الالات والاجهزة الحديثة ولكنها تعني أساسا منهجية في التفكير لوضع منظومة تعليمية  (System Approach)  أي إتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل تسير وفق خطوات منظمة ومستعملة كافة الإمكانيات التي تقدمها التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم الحديثة مثل الموارد البشرية والمواد التعليمية والمخصصات المالية والوقت اللازم ومستوى المتعلمين بما يحقق أهداف المنظومة، والمنظومة التعليمية تعرف بانها مجموعة من العناصر المتداخلة والمترابطة والمتكاملة مع بعضها، بحيث يؤثر كل منها في الآخر من أجل أداء وظائف وأنشطة تكون محصلتها النهائية تحقيق النتائج المراد تحقيقها من خلال هذه المنظومة وبناءً عليه فإن المنظومة تتكون من خمسة عناصر أساسية يمكننا تلخيصها كما يلي:

أولا: المدخلاتIn-put ))

  وتشمل كافة العناصر التي تدخل بالمنظومة من أجل تحقيق أهداف محددة وتعتبر هذه الأهداف من مدخلات المنظومة ومن العوامل التي تؤثر في حركته.

ثانيا: العمليات (Processes)

  وتشمل كافة الأساليب والتفاعلات والعلاقات التي تحدث بين المكونات التي دخلت المنظومة أي –المدخلات- بحيث تؤدي في النهاية إلى تحقيق النتائج المطلوب تحقيقها.

ثالثا: المخرجات (Out-put)

  وتشمل سلسلة الانجازات والنتائج النهائية التي تم التوصل إليها من خلال المنظومة وفي الوقت نفسه فإن هذه النتائج يستدل بها كمعيار لقياس وتقويم مستوى الانجاز ومقداره، فالتغيرات المتوقع حدوثها في معرفة سلوك المتعلم هي مخرجات المنظومة.

 رابعا: التغذية الرجعية (Feed back)

   تعني كافة المعلومات والبيانات الناتجة من أنشطة عنصرين أو أكثر في النظام وبالرجوع إليها يمكن اجراء التعديلات والتوافقات في المنظومة وهذا العنصر من عناصر المنظومة يمثل المعلومات التي نحصل عليها من نتيجة وصف المخرجات وتحليلها في ضوء معايير خاصة تحددها الاهداف المقررة للمنظومة كما أنها تعطي المؤشرات عن مدى تحقيق الاهداف وإنجازها وتبين حجم السلبيات والإيجابيات في أي جزء من أجزاء المنظومة.

 .خامسا: البيئة  (Environment)

  تعني العوامل البيئية المحيطة بالمنظومة من ضوء وحرارة وتوصيل كهربائي ومقاعد وأبنية مدرسية وظروف اجتماعية وظروف المتعلمين المادية.

1-3 إسهامات جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا في تعريف تكنولوجيا التعليم

      لقد أوردت جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (1997) تعريفا مطولا ومفصلا لتكنولوجيا التعليم يقع في ستة عشر جزءا يتبعها ثمانية فصول  نقتبس في السطور التالية  مستهل ما ورد في هذا التعريف:

   إن تكنولوجيا التعليم  هي عملية مركبة ومتكاملة تشمل الأفراد والإجراءات والأفكار والأدوات والمؤسسة التعليمية لتحليل وتخطيط وتنفيذ وتقييم وإدارة الحلول المتعلقة بالمشاكل الخاصة بجميع مظاهر التعلم الإنساني.

      تضمّن هذا التعريف بعض المفاهيم الجديدة في هذا المجال كالمشاكل التي تواجه التعلم الإنساني سواء كان ذلك متعلقا بالمتعلم أم بطرائق التدريس أم بإدارة العملية التعليمية أو غير ذلك من النواحي الخاصة بالتعلم وإيجاد الحلول لهذه المشاكل من خلال دراسة هذه المشاكل دراسة علمية تعتمد على أسس نظرية وتحليلها بصورة تضمن لذوي الاختصاص الوصول إلى الحلول المناسبة بعد القيام بعمليات التخطيط للإجراءات التي سيتم إتباعها وتنفيذها والتأكد من مقدرة هذه الحلول على التعامل مع هذه المشاكل وتذليلها من خلال عمليات إدارية حكيمة.

      رغم هذا الاهتمام من قبل جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا  إلا أن أمورا حدثت في هذا المجال أثرت على القراءات المتعلقة بتكنولوجيا التعليم ومنها:

- التأثير الذي أحدثته بعض نظريات التعلم كالبنائية والمعرفية في مفهوم عمليتي التعليم والتعلم.

- التقدم التكنولوجي والذي تمثل بظهور الحاسب الشخصي في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي والفيديو المتفاعل والأقراص المدمجة والإنترنت.والتعلم المدمج والتعلم الجوال. 

- التطورات في مجال الاتصالات قادت إلى تطوير الاهتمام بالتعليم عن بعد وكذلك استراتيجيات  تدريس جديدة مثل التعلم التعاوني والتعلم من خلال الاستكشاف باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة.

        هذه التطورات وغيرها أدت إلى ضرورة إعادة النظر في مفهوم تكنولوجيا التعليم الذي اعتمدته جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا، فعند البحث في الشبكة العنكبوتية والمصادر الأخرى المتخصصة عن تعريف تكنولوجيا التعليم نجد أعدادا كبيرة من مسارد المصطلحات التي تعرف هذه التكنولوجيا نورد منها على سبيل  المثال لا الحصر ما يلي:

  - تكنولوجيا التعليم عبارة عن النظرية التي تدرس تحديد المشاكل المتعلقة بعمليات التعلم وحلها.

  -  تكنولوجيا التعليم عبارة عن مجال يشمل جهود منظّمة لتنفيذ النظرية والتطبيقات العملية للتكنولوجيا.

  - التكنولوجيا في التعليم عبارة عن فرع من فروع المعرفة تعتمد على تطوير وتنفيذ الحاسب والبرمجيات والأدوات التكنولوجية الأخرى وتقييم تحصيل الطالب العلمي الناتج عن استخدام الأدوات التكنولوجية.

  - تكنولوجيا التعليم عبارة عن النظرية والتطبيق التي تتعلق بعمليات التصميم والتطوير والتطبيق والإدارة والتقييم الخاصة بإجراءات ومصادر التعلم.

        وما دامت تكنولوجيا التعليم تهتم بالمشاكل التي تحيط بعمليتي التعليم والتعلم وإيجاد حلول علمية لهذه المشاكل فهي بالتالي مجال يهتم بتطبيق عمليات متكاملة تعتني بتحليل وحل المشاكل المتعلقة بعملية التعلم، والشكل التالي يوضح هذه العمليات التي يشملها تكنولوجيا التعليم.


    في ضوء ما تقدم يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها:

 منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية، وتنفيذها وتقويمها ككل، تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتاج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري، مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية أو الوصول إلى تعلم أفضل، وأكثر فعالية.

1-4 تحليل مفهوم تكنولوجيا التعليم

   عند النظر المدقق في هذا المفهوم يمكن استخلاص الأمور التالية:

1-أن تكنولوجيا التعليم في مفهومها أكبر من كونها مجرد إدخال الأجهزة والمواد الحديثة في العملية التعليمية بل أنها تمتد وتتشعب إلي جميع جوانب العملية التعليمية من التخطيط وحتى التطبيق فهي تمثل نظاماً كأي نظام آخر فهي نظام متكامل.

2-أن مفهوم تكنولوجيا التعليم يشمل جميع ميادين التربية حيث أنها تشتمل كل ما في التعليم تقريباً من مقررات وأساليب وطرق تدريس إلي جانب المعلم والكتاب والسبورة ونظام الامتحانات والإدارة التعليمية وغيرها من الأشياء التي تهدف إلي تعلم أفضل .

3-أن تكنولوجيا التعليم تستغل المصادر البشرية وغير البشرية المتاحة وهذا يؤكد أهمية الدور الذي يقوم به الإنسان في هذا المجال ويلغي الفكر الخاطئ القائل بأن تكنولوجيا التعليم تحل محل الإنسان ويمكن التعليق علي ذلك قولاً أن تكنولوجيا التعليم لن تلغي دور الإنسان وإنما تتطلب تغيير الدور الذي يقوم به.

4-أن هذا المجال ما يتضمنه من ادوار ووظائف يجب أن يقوم به متخصصون في المجال من تخطيط وتصميم وتنفيذ وتقويم مثله مثل أي نظام أخر.

 

     1 -5 أسباب التباين والاختلاف في مفهوم تكنولوجيا التعليم:

      هناك العديد ممن كتبوا في مجال تكنولوجيا التعليم وقد حددوا هذا المجال في  الأجهزة والمعدات مثل التلفاز والراديو والأقراص الليزرية وأجهزة التسجيل وأجهزة العرض المختلفة إضافة إلى  الحاسب والإنترنت وغير ذلك من الأجهزة والمعدات التي من شأنها تعزيز عمليتي التعليم والتعلم. إلا أنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الحسبان أن تكنولوجيا التعليم لا تقتصر على مثل هذه الأجهزة والأدوات، وعلينا أن نتجنب هذا اللبس المتعلق في فهم تكنولوجيا التعليم، فالأجهزة والأدوات آنفة الذكر ما هي إلا مكونات وعناصر تدخل في مكونات تكنولوجيا التعليم وبالتالي هناك مكونات أخرى يحتويها هذا المجال.  فنظريات التعلم والتصميم التعليمي التي تشكل الاطر النظرية للبحث والمعرفة التي تعتمد على الإجراءات المنظمة والتي من شأنها المساعدة في الجهود التي تبذل من أجل جعل عمليتي التعليم والتعلم أكثر فاعلية من ضمن هذه المكونات، أضف إلى ذلك الأفراد القائمين على عملية التعليم من معلمين وإداريين وفنيين وغيرهم هم أيضا جزء من مكونات تكنولوجيا التعليم ناهيك عن التسهيلات المادية وغيرها، ومن الأسباب التي ادت إلى وجود تباين ما يلي:

1. وجود العديد من المصطلحات المستخدمه في هذا المجال ومن أهمها: تكنولوجيا التعليمEducational Technology  ، تكنولوجيا التدريس Instructional Technology  ،  تكنولوجيا التربية Technology   Education ، التكنولوجيا في التعليم   Educational in  Technologyوقد شكلت هذه المصطلحات عائقا لصياغة تعريف محدد لتكنولوجيا التعليم حيث أن كل مصطلح منها له مدلوله أو ربما مدلولاته لدى المتخصصين في هذا المجال والتي تظهر في الأدبيات التربوية.

2. التطورات المتسارعة في هذا  المجال سواء كانت فيما يتعلق بالتكنولوجيا نفسها وخاصة تكنولوجيا الحاسب أو ما يتعلق بتطور نظريات التعلم وظهور نظريات جديدة والتأثير المتبادل بين هذه التكنولوجيا و النظريات .

1-6 تكنولوجيا المعلومات:

       تعددت تعريفات تكنولوجيا المعلومات حسب كل مصدر فتعرف حسب الموسوعة الدولية لعلم المعلومات والمكتبات على أنها التكنولوجيا الإلكترونية اللازمة لتجميع واختزان وتجهيز وتوصيل المعلومات، وهناك فئتان من تكنولوجيا المعلومات: الأولى التي تتصل بتجهيز المعلومات كالنظم المحوسبة، والثانية تلك المتصلة ببث المعلومات كنظم الاتصالات عن بعد، فالمصطلح يشمل بصفة عامة النظم التي تجمع بين الفئتين.

       كما قدمت منظمة اليونسكو تعريفا لمفهوم تكنولوجيا المعلومات وجاء في التعريف أن تكنولوجيا المعلومات هي تطبيق التكنولوجيات الإلكترونية ومنها الحاسب الآلي والاقمار الصناعية وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة لإنتاج المعلومات التناظرية والرقمية وتخزينها واسترجاعها، وتوزيعها، ونقلها من مكان إلى آخر.

      وقد تناولت قوائم مصطلحات كثيرة تعريف تكنولوجيا المعلومات، ولقد جاء في تعريف قائمة مصطلحات الحكومة الكندية التي أصدرتها حول تكنولوجيا التعليم والتدريب أن تكنولوجيا المعلومات تعني اقتناء المعلومات، ومعالجتها، وتخزينها، وتوزيعها، ونشرها في صورها المختلفة النصية، والمصورة، والرقمية بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا وتجمع بين أجهزة الحاسب الآلي وأجهزة الاتصال من بعد.

      ويمكن تعريف تكنولوجيا المعلومات إجرائيا بأنها كل ما يستخدم في مجال التعليم من تقنية معلوماتية، كاستخدام الحاسب الآلي وشبكاته المحلية والعالمية ( الإنترنت ) وذلك بهدف تخزين ومعالجة واسترجاع المعلومات في أي وقت.

1-7  العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات

1-تكنولوجيا المعلومات تركز على الجانب المادي من المستحدثات التكنولوجية مثل الأجهزة الحديثة والآلات كالحواسيب والانترنت وغير ذلك، بينما تتناول تكنولوجيا التعليم الاستراتيجيات وطرق التفكير حيث تشمل الابعاد الثلاثة الآتية:العناصر البشرية، الوسائل التقنية ( الأجهزة والبرمجيات)، والعمليات الإجرائية: مجموعة الخطوات الإجرائية التي تقوم وفق نظام مبني على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط، والإعداد، والتطوير، والتنفيذ، والتقويم لمختلف جوانب عملية التعلم والتعليم.

2-فهم تكنولوجيا المعلومات يرتبط أساسا بالأجهزة الالكترونية وأجهزة الاتصالات من بعد على وجه التحديد وفي مقدمتها الكمبيوتر، بينما مفهوم تكنولوجيا التعليم لا يرتبط بمثل هذه الأجهزة فقط بل أنه عملية التطبيق المباشر المنهجي والمنظم والمنتظم لنظريات ونتائج بحوث عمليتي التعليم والتعلم ومشكلاتهما وذلك من أجل تصميم المواقف التعليمية وإنتاجها وتخطيطها وإنتاجها وتنفيذها وإدارتها وتطويرها.

3-تكنولوجيا المعلومات عند توظيفها في العملية التعليمية لتحقيق أهداف ترتبط بعمليات التدريس والتعليم والتعلم فإنها تدخل في إطار تكنولوجيا التعليم ولعل العكس صحيح بمعني أن كافة أنشطة تكنولوجيا التعليم المرتبطة باستخدام الأجهزة الاليكترونية وأجهزة الاتصالات عن بعد على وجه الخصوص تعتبر داخل إطار تكنولوجيا المعلومات.

4- تهتم تكنولوجيا التعليم بتطبيق الأسس العلمية المستمدة من النظريات ونتائج البحوث المعتمدة على تنظيم المعلومات وتصميم نظمها، وبناء قواعدها، وتحديثها وتطويرها وتخزينها عندما ترتبط أهدافها بالعملية التعليمية التي تسعي المؤسسات التعليمية إلي تحقيقها بفاعلية وكفاءة.

5- تكنولوجيا المعلومات هي موجه الحاضر والمستقبل وهي ستنعكس علي مهام أخصائي تكنولوجيا التعليم والمعلم أيضا والأنشطة التي يقوم بها وعلي عملية إعداده في المقام الأول، ولا نبالغ عندما نقول إن هناك حاجه ملحة إلي النظر في إعادة صياغة أهدافنا التعليمية في ضوء مفهومنا لتكنولوجيا المعلومات وأهميتها وانعكاساتها علي إعداد القوي البشرية المناسبة لمتطلبات العصر.

6- مهام أخصائي تكنولوجيا التعليم تتطلب المزاوجة بين مهامه المعروفة من قبل والتي تتعلق بتشخيص المشكلات التعليمية، واقتراح الحلول المناسبة للتغلب عليها، وتصميم المواقف التعليمية وإنتاج ما تحتاجه من مصادر تعلم والاهتمام بتطوير هذه المواقف وتجديدها، ذلك بالإضافة إلى  مهام أخصائي تكنولوجيا المعلومات التي ترتبط بالتعامل مع الأجهزة الالكترونية وأجهزة الاتصالات الحديثة من إنتاج المعلومات وتنظيمها وتخزينها ومعالجتها ونقلها ونشرها وتحديثها.

 

   1-8 الأسس النظرية لتكنولوجيا التعليم

هناك أساسان رفدا مسيرة هذه التكنولوجيا منذ أن كانت مجرد وسائل تعليمية بالمواد السمعية والبصرية إلى أن اصبحت تكنولوجيا ترتبط في مفهومها بالمنحى النظامي وهما:

1- علم النفس التربوي: يدعم الاتجاه الذي يهدف إلى التعريف بأفضل الوسائل التعليمية التي تناسب نوعية محددة من التلاميذ ضمن مواقف تعليمية ، فكان التركيز أكثر ما يكون على مبحث التعليم،أسسه والعوامل المؤثرة فيه.

2- علم الاتصال: علم علاقة الإنسان بالآلة( السبرناطيقا)،حيث  بدأ الاهتمام بتحليل العلاقة التي تربط بين الإنسان والآلة أو الإنسان بالإنسان في المواقف التعليمية المختلفة، حيث يتم تحديد دور كل من الإنسان والآلة في تحسين عملية التعليم بصفة عامة، ويعرف الاتصال إجرائياً: العملية التي عن طريقها يتم انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر.

1-9 مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم

-         التعليم البصري.

-         التعليم السمعي البصري.

-         من التعليم السمعي البصري الى الاتصالات.

-         من التعليم السمعي البصري الى مفهوم النظم.

 

نقاط الضعف في حركة التعليم البصري

1-  التركيز على الوسائل البصرية، وتركيز اقل على تصميم المواد التعليمية وتطويرها، وإنتاجها.

2-  اعتبار المواد التعليمية وسائل معينة يستخدمها المعلم متى شاء، واعتبارها اشياء ثانوية وكمالية.

3- اعتبارها وسائل ايضاح لتوضيح شيء غامض  والاستغناء عنها اذا كان الشيء واضحاً.

حركة التعليم السمعي البصري

1- استخدام انواع مختلفة وشاملة من الادوات من قبل المعلمين لنقل افكارهم وخبراتهم عن طريق حاستي السمع والبصر.

2-التركيز على الخبرات المحسوسة.

3-تكون المواد التعليمية ذات قيمة عند استخدامها كجزء متداخل ومتكامل من العملية التعليمية.

4-ظهور الأفلام المتحركة الناطقة وأشرطة الفيديو.

5-الاهتمام بالمواد التطبيقية وإهمال عمليات الانتاج والتطوير لها.

6-استمرار النظر للمواد السمعية البصرية كمعينات لمساعدة المعلمين في تعليمهم.

حركة الاتصالات

1-العملية التي يتم عن طريقها التفاعل بين عناصر المرسل والمستقبل.

2- أصبح الاهتمام بطرق التعليم اكثر من الاهتمام بالمواد والأجهزة.

3- تم الاهتمام بالوسائل في هذه المرحلة لأنها تحقق اتصالاً بين المعلم والمتعلم، ومن هنا بدأ الاهتمام بربط جوهر العملية التعليمية بالوسيلة، لتحقيق التفاهم بين عناصر عملية الاتصال التعليمي والتي تشمل المرسل والمستقبل والرسالة وقناة الاتصال .

4- التركيز على العملية الكاملة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات من المرسل- المعلم، والمواد، والأجهزة- إلى المستقبل.

من التعليم السمعي البصري الى مفهوم النظم : ينظر للمواد التعليمية المستقلة كمكونات للنظام التعليمي وليس كمعينات منفصلة للتعليم، اكتسبت الوسيلة التعليمية في المرحلة الرابعة شكلاً ومضموناً متميزاً لم يسبق له مثيل، انطلاقاً من توظيف أسلوب النظم في التعليم، والذي ساهم بنقل الموقف في العملية التعليمية من المستوى العشوائي التقليدي إلى المستوى المخطط المنظم، ونقصد بأسلوب النظم اتباع منهج وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها التكنولوجيا لتحقيق أهداف محددة، وتشمل إمكانيات التكنولوجيا الموارد البشرية والموارد التعليمية.

 

تدريب 1: صمم أداة للكشف عن فهم المعلمين لمفهوم تكنولوجيا التعليم.

............................................................................................................................................

............................................................................................................................................

............................................................................................................................................

............................................................................................................................................

تدريب2: ابحث في المراجع التربوية المختلفة( دوريات، مجلات، رسائل دكتوراة،......) حول مفهوم تكنولوجيا التعليم

............................................................................................................................................

............................................................................................................................................

............................................................................................................................................

 

1-10 النماذج التعليمية في اطار مفهوم تكنولوجيا التعليم

   - النموذج الأول

 يشير هذا النموذج الى العلاقة التقليدية المباشرة بين المعلم والمتعلم ويكون المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة.

 


 

 

 


-النموذج الثاني

  يستخدم المعلم الوسائل السمعية البصرية لتساعده في التعليم والمعلم هو المكون الرئيس للنظام التعليمي.

 


 

 


-النموذج الثالث

  يشير إلى استخدام أنظمة تعليمية كاملة تشتمل على التعليم بواسطة الوسائل التعليمية ويعمل المعلم على تصميم الوسائل واختيارها وتقييمها.

 

 


 

 


-النموذج الرابع

   يشير إلى أنظمة تعليمية كاملة تستخدم الوسائل التعليمية التعلمية فقط، ويتحول دور المعلم الى مرشد وموجه للتعلم.


 

 

 

 1-11 النموذج التكنولوجي

   تقوم فكرة النموذج التكنولوجي المعاصر على أساس أن يتعلم الطالب من خلال تفاعله الذاتي مع قطاع عريض من المصادر التعليمية المتنوعة بدلاً من التعليم الصفي فقط، وتشمل هذه المصادر: المواد التعليمية المقصودة ووسائل الاعلام المطبوعة وغير المطبوعة، ممثلة في الكتب والمقالات والوسائل السمعية والبصرية، وقواعد المعلومات والموارد الحاسوبية الأخرى.

افتراضات نموذج التعلم التكنولوجي :

1- المعرفة ليست الحقيقة، ولكنها تكمن في مدى ملاءمتها للطالب وحاجاته، بحيث يستطيع الطالب أن ينظم المعلومات بطريقته الخاصة مستخدما ما لديه من خبرات ومهارات.

2- الطالب هو محور العملية التعليمية التعلمية، وحاجاته هي الأساس في التعليم وجمع المعلومات.

3- توفير فرص الحرية للطالب في اختيار المهارات وتطبيقها مما يساعده على البحث والقدرة على مواجهة المشكلات

4- يتعلم الطالب حقيقة توفر المعلومات على أشكال مختلفة منها، الكتب والدوريات والأفلام والشرائح وبرامج الحاسوب وغيرها.

5- يتوصل المتعلم للمعرفة بجهوده الخاصة، ويركزهذا النموذج على الآلية أي كيفية التوصل للمعرفة.

6- يمكن تقويم الطالب من خلال ما توصل إليه من معرفة ومن خلال ملاحظة مدى التقدم الذي يحدثه المتعلم على الأهداف الموضوعة.

1-12  التحولات ( التغيرات)  في ظل تكنولوجيا التعليم

-التحول من الصف الكامل إلى المجموعات الصغيرة.

- التحول من العمل مع أفضل التلاميذ إلى العمل مع كل التلاميذ.

-التحول باتجاه إشغال التلاميذ أكثر.

- التحول من التنافس إلى البناء الاجتماعي التعاوني.

- التحول من أن كل المتعلمين يتعلمون نفس الشيء إلى أن المتعلمين المختلفين يتعلمون أشياء مختلفة.

- التحول من التفكير المجرد إلى التفكير اللفظي البصري.

1-13 أسباب مقاومة المعلمين لتكنولوجيا التعليم

- ميل بعض المعلمين إلى مقاومة التجديدات التربوية عامة، ومقاومة الاستراتيجيات والطرق والتقنيات الجديدة المغايرة لما اعتادوا عليه.

- قلة الوعي بمفهوم تكنولوجيا التعليم والنظر إليها على أنها مجموعة الأجهزة والآلات المستخدمة في التعليم، والتي من شأنها أن تفقد التعليم ذلك الطابع الانساني، وتجعله آليا ميكانيكيا.

-تخوف المعلمين من استخدام الاجهزة التقنية المعقدة، أو الخوف من الوقوع في الخطأ في استخدام التقنيات، المتأتي عن قلة التدريب والذي يولد لديهم شعورا بعدم الارتياح وعدم الرغبة في التعامل مع هذه التقنيات.

-ندرة توافر البرامج التعليمية المناسبة للتدريس.

-عدم توافر الوقت الكافي للمعلم وانشغاله بالأعباء الروتينية للتدريس.

-قلة الحوافز المادية والمعنوية.

-النظر إلى التقنيات التعليمية خاصة وتكنولوجيا التعليم عامة كعامل مهدد، وتخوف بعض المعلمين من أن تحل التقنيات التعليمية الحديثة محلهم.

-التخوف من أن يفقد استخدام التقنيات التعليمية التدريس ذلك البعد النظري والفلسفي المتعمق، مما يؤثر على نوعية التدريس وعلى كفاءته.

1-14  الحلول المقترحة للتغلب على معوقات استخدام تكنولوجيا (تقنية) التعليم

- إيجاد صناعة متخصصة على المستوى الوطني لتوفير الادوات والأجهزة والوسائط التعليمية التي يمكن إنتاجها محليا,

-تشجيع بعض الهيئات العلمية على ابتكار وتصميم أجهزة علمية.

-إنتاج حقائب تعلمية لاستخدامها في مختلف مستويات التدريس.

-العمل على تشكيل هيئة على المستوى الوطني من المتخصصين في الوسائط التعليمية بمجالاتها المختلفة تتولى مسئولية رسم السياسة العامة لتطوير انتاج واستخدام الوسائط التعليمية التي يحتاج إليها في مناهج التعليم المختلفة.

1-15 أهمية تكنولوجيا التعليم

      يتوقف نجاح المؤسسة التربوية في عصر المعلومات بالدرجة الأولى على نجاحها في إحداث النقلة النوعية في إعداد المعلم وإعادة تأهيله، وكسر حاجز الرهبة لديه في التعامل مع التكنولوجيا، حتى يتأهل للتعامل مع أجيال الصغار التي رسخت لديها عادة التعامل مع هذه التكنولوجيا، وعليه فإنه لا يمكن إحداث التجديد التربوي المطلوب، لإدخال مجتمعاتنا العربية عصر المعلومات، دون مساهمة إيجابية من قبل المعلمين والمربين، فالمدرس لا بد أن يكون قائد هذه الثورة التربوية، ومن الأمور المعروفة التي تشهد على تجارب التجديد التربوي أن سلبية المدرس تزداد كلما ارتقت تكنولوجيا التعليم وتعقدت.

     فالمعلم يجب أن  يستحث بصدق للإسهام الايجابي في تطويع هذه التكنولوجيا، تكنولوجيا المعلومات لا تعني التقليل من أهمية المدرس أو الاستغناء عنه بل في الحقيقة دوراً مختلفاً  له، فأصبحت مهنة التدريس مزيجا من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والمستشار.

   قد يظن البعض خطأ أن أهمية تكنولوجيا التعليم هي أهمية الوسائل التعليمية، ولكن هناك فرق بينهما، حيث أن الوسائل التعليمية هي جزء من تكنولوجيا التعليم، وبالتالي فإن أهمية تكنولوجيا التعليم أعم وأشمل من أهمية الوسائل التعليمية. 
أولاً: أهمية تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية:

- الإدراك الحسي : حيث تقوم الرسوم التوضيحية والأشكال بدور مهم في توضيح اللغة المكتوبة للتلميذ.

-         الفهم : حيث تساعد وسائل تكنولوجيا التعليم التلميذ على تمييز الأشياء.

-    المهارات : لوسائل تكنولوجيا التعليم أهمية في تعليم التلاميذ مهارات معينة كالنطق الصحيح. - التفكير : تقوم وسائل تكنولوجيا التعليم بدورٍ كبيرٍ في تدريب التلميذ على التفكير المنظم وحل المشكلات التي يواجهها.

-      بالإضافة إلى : تنويع الخبرات، نمو الثروة اللغوية، بناء المفاهيم السليمة، تنمية القدرة على التذوق، وتنويع أساليب التقويم لمواجهة الفروق الفردية بين التلاميذ، و تعاون على بقاء أثر التعلم لدى التلاميذ لفترات طويلة، تنمية ميول التلاميذ للتعلم وتقوية اتجاهاتهم الإيجابية نحوه.

ثانياً: دور تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة.

يمكن من خلال تكنولوجيا التعليم مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة، فمثلاً:

أ- الانفجار المعرفي والنمو المتضاعف للمعلومات، يمكن مواجهته عن طريق:

   -استحداث تعريفات وتصنيفات جديدة للمعرفة.

   -الاستعانة بالتليفزيون و الفيديو والدوائر التلفيزيونية. 

    -البحث العلمي.

ب‌-       الانفجار السكاني وما ترتب عليه زيادة أعداد التلاميذ، يمكن مواجهته عن طريق: 

- الاستعانة بالوسائل الحديثة كالدوائر التلفزيونية المغلقة

- تغيير دور المعلم في التعليم .

- تحقيق التفاعل داخل المواقف التعليمية من خلال أجهزة تكنولوجيا التعليم .

              - الارتفاع بنوعية المعلم، ينبغي النظر إلى المعلم في العملية التعليمية ككونه مرشد وموجه للتلاميذ وليس مجرد ملقن للمعرفة، وهو المصمم للمنظومة التدريسية داخل الفصل الدراسي.
 ج-  انخفاض الكفاءة في العملية التربوية نتيجة لازدحام الفصول بالتلاميذ والأخذ بنظام الفترات الدراسية، ويمكن معالجة ذلك من خلال استخدام الوسائل المبرمجة لإثارة دوافع وميول التلاميذ.

  د- مشكلة الأمية، ولحل هذه المشكلة إنشاء الفصول المسائية وتزويدها بوسائل تكنولوجيا التعليم على أوسع نطاق كالاستعانة بالأقمار الصناعية.

هـ- نقص أعضاء هيئة التدريس، ويتم علاج هذه المشكلة عن طريق التليفزيون التعليمي أو استخدام الدوائر التليفزيونية، والأقمار الصناعية

1- 16 التغيرات في أدوار المعلم

   للمعلم مكانه خاصة في العملية التعليمية ، بل أن نجاح العملية التعليمية لا يتم إلا بمساعدة المعلم فالمعلم بما يتصف به من كفاءات وما يتمتع به من رغبة وميل للتعليم هو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة، صحيح أن الطالب هو محور العملية التعليمية     وأن كل شيء يجب أن يكيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه الأكاديمي والتربوي، إلا أن المعلم لا يزال العنصر الذي يجعل من عملية التعلم والتعليم ناجحة وما يزال الشخص الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح في دراسته، ومع هذا فان دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر فبعد أن كان المعلم هو كل شيء في العملية التعليمية هو الذي يحضر الدروس وهو الذي يشرح المعلومات وهو الذي يستخدم الوسائل التعليمية وهو الذي يضع الاختبارات الشهرية لتقييم التلاميذ ومدى استيعابهم للمنهج فقد أصبح دوره يتعلق بالتخطيط والتنظيم والإشراف على العملية التعليمية أكثر من كونه شارحا في الفصل لمعلومات الكتاب المدرسي.

        وقبل الحديث عن دور المعلم في عصر الإنترنت والتعليم عن بعد سأتطرق لدور المعلم بين القديم والحديث، حيث تغير دور المعلم تغيرا جذريا من العصر الذي كان يعتمد على الكراسة والقلم كوسيلة للتعلم والتعليم إلى العصر الذي يعتمد على الكمبيوتر وشبكة المعلومات وهذا التغير جاء انعكاسا لتطور الدراسات في مجال التربية وعلم النفس وعلم النفس التعليمي بخاصة وما تمخضت عنه من نتائج وتوصيات، حيث كانت قديما تعتبر المعلم العنصر الأساسي في العملية التعليمية والمحور الرئيسي لها، ولكنها الآن تعتبر الطالب المحور الأساسي، وتبعا لذلك فقد تحول الاهتمام من المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية التعليمية وذلك عن طريق إشراكه في تحضير الدروس وشرح بعض أجزاء المادة الدراسية، واستخدام الوسائل التعليمية والقيام بالتجارب العملية والميدانية بنفسه والقيام بالدراسات المستقلة وتقييم أدائه أيضا.

       هذا التغير لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل تدريجي ومر بعدة مراحل نوجزها في النقاط التالية:

1- دور الملقن وحشو ذهن الطالب بالمعلومات: كان دور المعلم قديما يركز على تلقين المعلومات وحشو ذهن الطالب حيث كان يقدم معلومات نظرية تتعلق بالفلسفة والخيال وما وراء الطبيعة ولم يكن لها ارتباط بالواقع العلمي، نادرا ما كانت تتضمن فائدة عملية تطبيقية، علاوة على انه لم يكن للطالب أي دور في العملية التعليمية باستثناء تلقيه لهذه المعلومات سواء كانت هذه المعلومات ذات معنى وفائدة بالنسبة له أم لا وما كان على الطالب في نهاية الأمر إلا حفظها صما بهدف استرجاعها وقت الامتحان فقط للنجاح والحصول على الشهادة الدراسية.

 2-دور الشارح للمعلومات: أخذ دور المعلم يتطور رويدا رويدا وخاصة بعد أن ثبت أن عملية التلقين ليس لها جدوى في تعليم الطالب وبناء شخصيته و أعداده للحياة ليصبح المعلم فية شارحا للمعلومات مفسرا لها متوقفا عند النقاط الغامضة فيها، وبهذا التطور فقد سمح المعلم للطالب المساهمة في العملية التعليمية عن طريق إتاحة الفرصة له بطرح بعض الأسئلة حول المعلومات التي لا يفهمها بحيث لا يتعدى ذلك سلطة المعلم وسيطرته على الحصة، ومع محدودية هذه الفرصة للطالب إلا أنها ساعدته على استجلاء أهمية التعلم  وأدراك معنى المادة الدراسية وقيمتها وفائدتها.

 3-دور المستخدم للوسائل التعليمية: لقد شعر المعلم أن تلقين المعلومات وشرحها للطالب ليس كافيا لتوصيل ما يريد توصيله من معلومات ما لم يستخدم بعض الوسائل التعليمية التوضيحية من صور وملصقات ومجسمات وخرائط وغيرها، ولكن دون أن يرافقها تخطيط لاستخدامها، أو معرفة الهدف من إجرائها أو حتى توقيت استخدامها ومناسبتها للطالب، وكان استخدامها عشوائيا.

    علماً أنها قبل ذلك كانت  تستخدم وقت حضور الموجة أو اللجان المتابعة لعرض دروس جيدة أمامهم، ومع هذا فقد ساعد هذا الدور على أدراك ضرورة شرح المادة بشيء من التوضيح وربط ما يدرسه المعلم من مادة نظرية بالواقع المحسوس، وأهمية أن يوظف الطالب حواسه في أثناء تعلمه، ومع هذا فقط ظل المعلم هو المسيطر على العملية التعليمية المهيمن على مجريات أمورها، المستخدم لوسائلها والمقيم لأداء طلبتها.

 4-المجري للتجارب العملية: لقد ساعد تطور العلم والمعرفة على تطور دور المعلم من الشارح للمعلومات والمستخدم للوسائل التعليمية إلى دور المجري للتجارب العملية والميدانية، وذلك نظرا لأهمية الخبرة المنظورة المباشرة في إغناء تعلم الطالب؛ وأكثر من ذلك فقد اخذ المعلم يفكر في أشراك الطالب بإجراء هذه التجارب بنفسه بهدف إكسابه بعض المهارات العلمية المباشرة التي تفيده في الحياة، وهذه المرحلة التطورية لدور المعلم وافقت التطور في أبحاث التربية وعلم النفس أيضا والتي أخذت تنادي بضرورة أن يكون الطالب محور العملية التعليمية بدل المعلم؛ إذ أنهم أدركوا أن الطالب هو الذي يجب أن يتعلم وهو الذي يجب أن يحقق الأهداف التربوية وهو الذي يجب أن يكتسب الخبرات والمهارات وليس المعلم، وبالتالي فان كل شيء في البيئة التعليمية بما فيها المعلم والمنهج يجب أن يكيف حسب استعدادات الطالب وقدراته وميوله واتجاهاته ويكفل له التعلم الناجح.

 5-دور المشرف على الدراسات المستقلة: مع تطور العصر وازدياد النماء السكاني المتمثل في ازدياد عدد الطلبة، وتغير ظروف الحياة والمجتمع والتي على ضوئها تغير مفهوم التربية من تزويد الطالب بالمعلومات التي تساعده على الحياة إلى تزويده بالمهارات التي تعده للحياة، فقد نشأت الحاجة إلى تطوير دور المعلم من مزود بالمعلومات إلى مكسب الطالب بالمهارات العملية وأساليب البحث الذاتي التي تعده للحياة وتنمي استقلاليته وتوثق اعتماده على نفسه، من هنا فقد أخذ دور المعلم يتجلى في إتاحة الفرصة للطالب القيام ببعض الدراسات المستقلة تحت أشراف المعلم وبتوجيه منه، إذ أن مثل هذه الخبرة التعليمية من شأنها أن تزود الطالب بمهارات البحث الذاتي وترشده إلى كيفية الحصول على المعرفة من تلقاء نفسة إذا لم يوجد المعلم بجواره كما في التعليم عن بعد.

 6-دور المخطط للعملية التعليمية: شهدت الفترة الأخيرة من القرن العشرين تطوراً  في مجال تطبيق العلوم النفسية والتربوية ووافق هذا التطور استخدم الكمبيوتر التعليمي في العملية التعليمية، ومع انتشار الكمبيوتر التعليمي في شتى مجالات الحياة بما فيها العملية التعليمية، نشأت الحاجة إلى تصميم البرامج التعليمية بطرق مدروسة تتفق وخصائص المتعلمين وما يتصفون به من استعدادات وذكاء وقدرات وميول واتجاهات وغيرها، وتراعي الفروق الفردية، وتساعدهم على تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في اقل وقت وجهد وتكلفة، و قد ظهر الوعي في أوساط المربين بان الطالب هو الذي يجب أن يستخدم الحاسوب بأشراف المعلم وبتخطيط منه.

 فالطالب في مثل هذا التعلم ينظر إليه على أنه إنسان نشيط، قادر على القيام باستجابات مستمرة فعالة ولديه القدرة على تحليل المعلومات وتنظيمها والمشاركة في عملية التعلم جنبا إلى جنب مع المعلم وتحت إشرافه وتوجيهه كما يحصل في التعلم عن بعد ( Distance learning) - وإذا كان التعليم هو طريق التقدم، وإذا كان لابد أن يهدف إلى التقدم فإنه لا يصنع هذا التقدم من فراغ، فهو يتأثر باتجاهات العصر وبأهداف المجتمع الذي يتحمل مسئولية توجيهه.

 وهكذا بالنسبة للمعلم فإن أدواره ومسئولياته وإعداده من أجل تحمل مسئولية التوجيه في هذا التعليم لابد من إعادة النظر إليها في ضوء التغيرات التي يشهدها المجتمع والتي تفسر ما يأخذ به من اتجاهات وما يقابله من تحديات ومسئوليات.

     وكثير من البحوث وجهت اللوم الشديد للمعلم بصفته أحد الأسباب الرئيسية للأزمة التربوية، التي تعانى منها معظم مجتمعات العالم، وأحد العوائق الأساسية أمام حركة التجديد التربوي لتلبية عصر المعلومات، ولكن النظرة المنصفة تؤكد أن المعلم يمكن أن يكون هو مصدر الحل لا لب المشكلة، وأن ثورة التجديد التربوي لا يمكن أن تنجح دون أن يكون على رأسها المعلم.

    فتكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض بل تعنى في الحقيقة دوراً مختلفاً له، ولابد لهذا الدور أن يختلف باختلاف مهمة التربية، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية وإكساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً، فلم يعد المعلم هو الناقل للمعرفة والمصدر الوحيد لها، بل الموجه المشارك لطلبته، في رحلة تعلمهم واكتشافهم المستمر، لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجاً من مهام القائد، ومدير المشروع البحثي، والناقد، والموجه.

 ونحن لا ننكر سلطة المعلم المباشرة وغير المباشرة التي تظهر في أدواره كالمحافظة على تقاليد المجتمع، كوسيط في نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل، بل ومدى فاعلية سلطته في إحداث التغيير الاجتماعي بالفكر والمعرفة، بل أنه أداة الوصل بين عصر الأمس ومعرفته وعصر اليوم بما يحمله من تدفق معرفي هائل في حجم المعلومات وتقنياتها هذا بالإضافة إلى الدور الريادي الذي يلعبه المعلم، فهو رائد اجتماعي يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه عن طريق تربية الأطفال تربية صحيحة تتسم بحب الوطن والحفاظ عليه، وتسلح تلاميذه بطرق العمل الذاتي التي تمكنهم من متابعة اكتساب المعارف وتكوين القدرات والمهارات وغرس قيم العمل الجماعي في نفوسهم، وتعويدهم على ممارسة الحياة و الديمقراطية في حياتهم اليومية.

 والمعلم التقليدي هو الصيغة الغالبة في الأنظمة العربية للتعليم، فهو غير مشارك في تخطيط المناهج الدراسية، غير مدرب على ممارسة النشاط المدرسي، ليست لديه أدوات حديثة للتقويم الشامل لقدرات ومهارات التعلم، هذا المعلم تحكمه أفكار ومعتقدات تحتاج إلى تطوير، فهو محشور بين مثلث له ثلاثة أضلاع، أحدها كثافة عالية داخل حجرات الدراسة، وثانيها كم هائل من المواد التعليمية، وثالثها وقت قصير وهو زمن الحصة الدراسية.

 وكذلك أصبح هذا المعلم الذي يقف على خط الإنتاج غير قادر على اتخاذ القرار التربوي السليم، فهو ملقن معني بإيصال المعلومات إلى المتعلمين من الكتب المدرسية إلى عقل المتعلم بتبسيطها أو شرحها وتكرارها لتأكيدها واستظهارها وبذلك تتأكد حاجة النظام التربوي لتحقيق التوازن بين  المهارة التربوية والمهارة الاجتماعية  للمعلمين في محيط المدرسة، وذلك لتمكين المعلم من تحقيق توقعات الدور منه كتربوي متفهم للأبعاد التربوية لعملية التعلم، وقادر على استخدام الوسائل التربوية التي تمكنه من أداء دوره الوظيفي بمعدلات الأداء التربوي المطلوبة، ورفع مقدرته الاجتماعية من خلال تبنيه لأهداف النظام التربوي، والتشبع بالقيم المرتبطة بعملية التعلم.

 ولكي يواجه المعلم التحديات والمسئوليات الجديدة فأن عليه  أن يقوم بتدريب نفسه بنفسه، فالمعلم يجب أن يتعلم طوال حياته، وأن يدرب نفسه بنفسه باستمرار، وألا يعمل المعلم بمفرده، بل يجب أن يتعاون مع المعلمين الآخرين، بحيث يعملون كفريق واحد متجانس متعاون يتبادلون الخبرة فيما بينهم وتتمثل أدوار المعلم في إتقان مهارات التواصل والتعلم الذاتي، وامتلاك القدرة على التفكير الناقد، والتمكن من فهم علوم العصر وتقنياته المتطورة واكتساب مهارات تطبيقها في العمل والإنتاج، والقدرة على عرض المادة العلمية بشكل مميز، والإدارة الصفية الفاعلة وتهيئة بيئة صفية جيدة، والقدرة على استخدام التقويم المستمر والتغذية الراجعة أثناء التدريس.

1-17 دور المعلم في عصر الإنترنت والتعليم عن بعد:

 تعد شبكة الإنترنت نظام لتبادل الاتصال و المعلومات اعتمادا على الحاسوب,حيث يحتوي نظام الشبكة العالمية على ملايين الصفحات المترابطة عالميا و التي يمكن من خلالها الحصول على الكلمات و الصوت و أفلام الفيديو و الأفلام التعليمية و ملخصات رسائل الدكتوراة و الماجستير    والأبحاث التعليمية المرتبطة بهذه المعلومات من خلال الصفحات المختارة.

   إن الاستخدام الواسع للتكنولوجيا و شبكة المعلومات العالمية أدى إلى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية، كما أثر في طريقة أداء المعلم و المتعلم و إنجازاتهما في غرفة الفصل حيث صنع طريقة جديدة للتعليم ألا و هي طريقة التعلم عن بعد والذي يعتبر تعلم جماهيري يقوم على أساس فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة بمعنى أنه تعليم مفتوح لجميع الفئات لا يتقيد بوقت و فئة من المتعلمين و لا يقتصر على مستوى أو نوع معين من التعليم ، فهو يتناسب و طبيعة حاجات المجتمع و أفراده وطموحاته وتطور مهنهم ولا يعتمد على المواجهة بين المعلم والمتعلم و إنما على نقل المعرفة و المهارات التعليمية إلى المتعلم بوسائط تقنية متطورة و متنوعة مكتوبة و مسموعة و مرئية تغني عن حضوره إلى داخل غرفة الصف وتتطلب هذه الطريقة من المعلم أن يلعب أدوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية ، متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبارات التقويمية، فأصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها، علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما لها.

   فالمعلم في هذه الطريقة يحاول أن يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على أنفسهم، نشطين، مبتكرين وصانعي مناقشات ومتعلمين ذاتيين بدل أن يكونوا مستقبلي معلومات سلبيين، فهي بذلك تحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمتمركزة على المتعلم وتحقق أسلوب التعلم الذاتي له، فالمعلم هو عصب العملية التعليمية بشقيها الأساسي والإلكتروني ويهدف مشروع التعليم الإلكتروني إلى تيسير أداء المعلمين وتساعدهم هذه الأنظمة على ما يلي: عرض المادة العلمية الخاصة بهم والتدريس ومتابعة طلباتهم بسهولة وبطريقة تمكن المعلم من تقييم أداء الطلبة بصورة دقيقة وتسمح للمعلم تقديم الطريقة الأفضل لتنمية إمكانيات الذكاء المختلفة لدى الطالب ومنها: الذكاء العلمي، الذكاء اللغوي، الذكاء الذهني، الذكاء الرياضي، والذكاء الاجتماعي للطالب.

1-18 دور المعلم في استخدام التقنيات وتوظيفها في الأنشطة التعليمية:

1-دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية : وفيها يعرض المعلم للمتعلم المحاضرة مستعينا بالحاسوب والشبكة العالمية والوسائل التقنية السمعية منها والبصرية لإغنائها ولتوضيح ما جاء فيها من نقاط غامضة، ثم يكلف الطلبة بعد ذلك باستخدام هذه التكنولوجيا كمصادر للبحث والقيام بالمشاريع المكتبية.

2-دور المشجع على التفاعل في العملية التعليمية التعلمية : وفيها يساعد المعلم المتعلم على استخدام الوسائل التقنية والتفاعل معها عن طريق تشجيعه على طرح الأسئلة والاستفسار عن نقاط تتعلق بتعلمه ، وكيفية استخدام الحاسوب للحصول على المعرفة المتنوعة ، وتشجيعه على الاتصال بغيره من المتعلمين والمعلمين الذين يستخدمون الحاسوب عن طريق البريد الالكتروني، وشبكة الانترنت، وتعزيز استجابته.

 3-دور المشجع على توليد المعرفة والإبداع: وفيها يشجع المعلم المتعلم على استخدام الوسائل التقنية من تلقاء ذاته وعلى ابتكار وإنشاء البرامج التعليمية اللازمة لتعلمه كصفحة الويب، والقيام بالكتابة والأبحاث مع المتعلمين الآخرين وإجراء المناقشات، كل هذا يحتاج من المتعلم التعاون مع زملائه ومعلميه.

    هذه الأدوار الثلاثة تقع على خط مستمر وتتداخل فيما بينها، وهي تحتاج من المعلم ان يتيح للمتعلم قدرا من التحكم بالمادة الدراسية المراد تعلمها، وان يطرح اسئلة تتعلق بمفاهيم عامة ووجهات النظر اكثر مما تتعلق بحقائق جزئية، إذ أن المتعلم الذي يتحكم بالمادة سيتعلمها أفضل مما لو شرحها له المعلم، كما أن المتعلم في هذه الحالة يتفاعل مع العملية التعليمية بشكل أكثر ايجابية مما لو ترك للمعلم فرصة التفرد بعملية التعليم والتحكم، ومع أن هناك بعض التضحيات من جراء اعطاء المتعلم فرصة التحكم بما يدرس ألا أن الربح المؤكد هو ان المتعلم يتعلم بطريقة صحيحة ويكتسب مهارة التعلم الذاتي، إذ أن المعلومات المشروحة له من قبل المعلم قد ينساها لانها تتعلق بمعرفة نظرية، في حين قد لا ينسى الطريقة التي يتعلم بها من تلقاء نفسه، لأنها تتعلق بمهارة دائمة تظل معه مدى الحياة

)1-19)  كيف نوظِّف تكنولوجيا التعليم في تحسين أداء المؤسسات التربوية

       إن المربي في هذا العصر يطالعه كل يوم جديد في مجال تقنيات التعليم، لا سيما البرمجيات والإنترنت ويزداد  إحساسه بالمسؤولية، وتزداد  حيرته أمام كيفية التعامل مع هذه التقنيات بما ينمي مواهب وكفاءات شباب المستقبل من أطفال اليوم، ويحقق تأثيرًا إيجابيًّا على جوانب شخصياتهم المختلفة، ويوفِّر لهم أفضل مستوى من التربية والتعليم.

   وقد يصاحب هذا التعامل بعض التصورات، مفادها أن تكنولوجيا التعليم هي مجموعة الأجهزة والآلات المستخدمة في التعليم، وأن نجاح التعليم التكنولوجي معناه قيام الوسائط التعليمية بعملية التعليم نيابة عن الأب أو المعلم، بالتالي فدور المربي هو توفير جهاز حاسب آلي وبعض البرمجيات والوسائط التعليمية الأخرى للطالب أو الطفل في مراحل التعليم والعمر المختلفة، ولكن الحق أن هذه التصورات يجانبها الصواب.

    وبالتالي فإن كيفية استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التربية والتعليم تتوقف على تحديد الهدف، واتباع خطوات تطبيق تكنولوجيا التعليم بشكل علمي سليم، وتأثير ذلك على تكوين المتعلم بما يتمثل في تنمية الدافعية الذاتية للتعلم لديه، وتحويله إلى باحث نشط عن المعلومات وليس متلقيا لها، وتفجير طاقات الإبداع والابتكار لديه.

  ويمكن تحديد تلك التصورات الصحيحة التي يجب توافرها عند التعامل مع تكنولوجيا التعليم من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية:

-ما مفهوم تكنولوجيا التعليم؟

- ما دور المعلم في تكنولوجيا التعليم؟

- كيف ومتى نشتري الوسائل التعليمية؟

- ما خطوات تطبيق التكنولوجيا التعليمية؟

  أولاً: مفهوم تكنولوجيا التعليم:

  سبق وأشير في بداية الورقة إلى مفهوم تكنولوجيا التعليم.

ثانيًا: دور المعلم في تكنولوجيا التعليم:

  كان دور المعلم في التعليم التقليدي هو أن يقدم الحقائق والمعلومات للمتعلم، أما في تكنولوجيا التعليم فيتحول دوره إلى تعليم المتعلم كيف يتعلم، وهذا يتطلب حسن احتواء المتعلم كي يقوم بمسؤولية تعلمه على أساس من الدافعية الذاتية، ومساعدته على أن يكون باحثًا نشطًا عن المعلومات لا متلقيًا لها، كما يقوم المعلم بتصميم أنشطة تعليمية، وتوفير الوسائل والتقنيات اللازمة لها، وذلك من خلال مجموعة أسئلة يطرحها على نفسه، ومن هذه الأسئلة:
- ما الهدف من الوسيلة؟  لمن سوف أستخدم هذه الوسيلة؟

فيتعرف على طبيعة الفئة المستهدفة (المتعلم)، ويستقصي مدى تناسب الوسيلة وخصائص الفئة المستهدفة.

1-متى أستخدم هذه الوسيلة؟

2-فيحدد الفترة الزمنية المناسبة لهذا الاستخدام؛ بحيث يأتي استخدام الوسيلة في موقعها تمامًا.

3- كيف سأستخدمها؟ هل أعرضها جميعًا دفعة واحدة؟ هل أعرض أجزاء منها؟

4-ذا هذه الوسيلة بالذات دون غيرها؟ مثلاً: لماذا قرص الحاسوب وليس شريط الفيديو؟

ثالثًا: الفرق بين التعليم التقليدي والتعلم باستخدام تكنولوجيا التعليم:

يمكن تلخيص الفرق في النقاط التالية:

 التعليم التقليدي:

- المعلم نموذج يُحتذى.

- الكتاب المقرر مصدر أساسي.

- الحقائق باعتبارها أساسًا.

-       المعلومات منظمة وجاهزة.

- التركيز على النتائج.

- التقويم الكمي.

 

التعليم باستخدام تكنولوجيا التعليم:

-       المعلم مسهِّل للعملية التعليمية ومرشد.

-        هناك مصادر ووسائل اتصال متنوعة.

-        التساؤلات باعتبارها الموجه.

-        المعلومات تكتشف.

-        التركيز على العمليات.

-        التقويم كمًّا وكيفًا.

    وبعد، فالتعليم التقليدي تتوقف مهمته عند إيصال المعلومات إلى الطالب، معلومات سابقة التجهيز، ولكن في حالة التعليم باستخدام تكنولوجيا التعليم لا يقوم المعلم سوى بإرشاد الطالب إلى كيفية استكشاف المعلومة، والاطمئنان إلى أنه قادر في المستقبل على تعليم نفسه بنفسه (الوصول إلى مرحلة التعلم الذاتي) من غير الرجوع إلى المعلم.

     وبالتالي لا عبرة بكَمّ المعلومات التي تصل للمتعلم، ولكن العبرة بالنتيجة النهائية: الوصول بالمتعلم إلى مرحلة استخدام مهارته وقدراته في اكتشاف المعلومات.

رابعًا: كيف ومتى نشتري الوسائل التعليمية؟

   إن شراء الوسائل التعليمية يجب ألا يتم عشوائيًّا أو ارتجاليًّا؛ بل يجب أن يتم وفق أسلوب واضح ومدروس، ولا يكون المعيار هو الأغلى ثمنًا، أو الأكثر تطورًا، أو الأجمل شكلاً، أو الأكبر حجمًا؛ لأن كل هذه الاعتبارات قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى وسائل ليست ذات قيمة، أو وسائل لا صيانة ولا قطع غيار لها، أو وسائل تصلح للزينة وليس للتعليم.
   ولذلك يُنصح في هذه النقطة بتحديد الهدف من الوسيلة؛ هل الاحتياج إليها حقيقي؟ وهل الخبرة اللازمة للتعامل معها يمكن توفرها؟ ويرجع في ذلك للمتخصصين.

 

 

 

خامسًا: خطوات تطبيق تكنولوجيا التعليم:

تسير خطوات تطبيق تكنولوجيا التعليم على النحو التالي:

  أولاً: تحديد الموضوع التربوي أو التعليمي المراد تناوله.

  ثانيًا: تحديد الأهداف من وراء تناول هذا الموضوع.

  ثالثًا: اختيار الوسيلة المناسبة.

  رابعًا: تصميم البيئة التعليمية.

  خامسًا: التنفيذ.

  سادسًا: مرحلة التقويم التي تحدِّد مدى صلاحية التكنولوجيا المستخدمة، ونقاط الضعف، ونقاط القوة فيها.

   وبعد فإن تكنولوجيا التعليم ليست فقط الأساليب الحديثة من العملية التربوية، أو استخدام الآلات والأجهزة التعليمية، وإنما طريقة تفكير ومهارات تدريس، ووسائل تكنولوجيا التعليم لا تعني فقط الحاسبات ووسائل الإعلام، وإنما تعني أيضًا السبورة والطباشير ولوحات العرض ومعامل اللغات، طالما توفر الاستخدام الجيد والتوقيت المناسب لما تتطلبه العملية التربوية.

 

 

 

 

 

 

تدريب 3: ابحث في الطرق التي يستخدمها المعلمون في مدرستك حول توظيف تكنولوجيا التعليم في مختلف المقررات وقدم أمام زملاءك تقريراً بذلك.

..........................................................................................................................................

..........................................................................................................................................

تدريب4: قدم خطة إجرائية توضح فيها كيفية تفعيل تكنولوجيا التعليم في مدرستك موضحاً فيها ما يأتي:

·        الأهداف الإجرائية.

·        الأساليب والوسائل.

·        المدة الزمنية.

·        المعوقات.

..........................................................................................................................................

..........................................................................................................................................

تدريب5: بين الأدوار المختلفة في ظل تكنولوجيا التعليم لكل من:

·        مدير المدرسة.

·        اختصاصي الإشراف التربوي.

·        المعلم.

·        الطالب.

..........................................................................................................................................

الاتصال

  يعد الاتصال إحدى العمليات الأساسية في العلاقات الإنسانية، فهو عملية تفاعلية تبادلية لإيصال رسالة ما عبر وسيلة محددة لتحقيق هدف معين، وقد تعددت تعريفات الاتصال من قبل علماء النفس، والاجتماع، والإدارة، والتربية، ونعرض فيما يأتي لمفهوم الاتصال وأهميته:

2-1 مفهوم الاتصال

     أصل كلمة "اتصال" في اللغة العربية مشتق من الفعل الماضي الثلاثي " وصل " ، والمضارع منه " يصل " ، ويقال " وصل الشيء " أو " وصل إلى الشيء وصولاً " أي بَلَغَة وانتهي إليه.

     والكلمة في اللغة الإنجليزية هي Communication وتعني " تبادل المعلومات أو الأفكار أو الآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارة ".

     والواقع أن هناك تعريفات كثيرة لمصطلح " الاتصال، وليس هناك تعريف واحد جامع شامل متفق عليه لهذا المصطلح ، ويرجع السبب في ذلك إلى أن عملية الاتصال تدخل في جميع مناحي الحياة بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد وهذا يعني أن تعدد تعريفات مصطلح الاتصال يرجع إلى تعدد مجالاته ، لكن ثمة تعريفات شاملة لهذا المصطلح، فقد عرفت دائرة المعارف البريطانية الاتصال بأنه " أسلوب لتبادل المعاني بين الأشخاص من خلال نظام متعارف عليه، أو من خلال إشارات محددة".

     ويعرف " إدجار ديل Edgar Dale " الاتصال بأنه " أسلوب يساهم في المشاركة بالأفكار والمشاعر في حالة تبادلية متزنة " .

     والملاحظ أن تعريف " الاتصال " على هذا النحو يقصره فقط على الإنسان وهذا ما يتنافى مع الواقع الذي يؤكد أن الاتصال يمكن أن يتم بين الحيوانات والطيور، بل والجماد أيضاً ، وفي هذا الإطار يعرف الاتصال بأنه عملية تفاعل مشتركة بين طرفين، لتبادل فكرة أو خبرة عن طريق وسيلة.

     والمتأمل للتعريفات السابقة لمفهوم الاتصال، يتبين بوضوح أنها تعريفات تكاد تجمع على أن الاتصال ما هو إلا عملية تفاعل مشتركة بين طرفين أحدهما مرسل، والآخر مستقبل، حول رسالة يتم من خلالها تبادل الآراء أو الأفكار أو المعلومات أو الخبرات، وذلك بطريقة لفظية أو غير لفظية.

     وفي ميدان التربية ظهر مفهوم الاتصال التربوي الذي يمثل مجالاً من مجالات الاتصال بمعناه العام ، ويعرف بأنه " تفاعل لفظي أو غير لفظي بين مرسل ومستقبل حول رسالة ذات مضمون تربوي ، بهدف نقل خبرات أو تحقيق أهداف تربوية محددة" .

    ويأتي مصطلح الاتصال التعليمي ليمثل أحد المجالات الفرعية للاتصال التربوي ، ويهدف إلى نقل خبرات معرفية -عقلية، نفس حركية، ووجدانية- مرغوبة إلى المتعلم.

     ويعرف الاتصال التعليمي بأنه عملية يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر، حتى تصبح تلك المعرفة مشاعاً بينهما ، وتؤدي إلى التفاهم فيما بينهما.

    ويعرف أيضاً بأنه " عملية يقوم المعلم فيها بتبسيط المهارات والخبرات لطلابه، مستخدماً كل الوسائل المتاحة لتعينه على ذلك، وتجعل المتعلمين مشاركين للمعلم في غرفة الدراسة.

     وعلى ضوء ما سبق يمكن لنا أن نعرف الاتصال التعليمي بأنه تفاعل لفظي أو غير لفظي بين معلم ومتعلم، أو بين معلم ومتعلمين، أو بين متعلم ووسيط تعليمي (كتاب مدرسي – آلة تعليمية – كمبيوتر تعليمي ...... )، أو بين وسيط تعليمي وآخر ، أو بين معلم ووسيط تعليمي بهدف نقل الأفكار والمعارف والخبرات التعليمية، عبر قنوات معينة للعمل على تحقيق أهداف تعليمية محددة.

     وبالنظر إلى هذا التعريف يتضح أن الأجهزة والمواد التعليمية وكذلك الوسائل التعليمية (قنوات الاتصال) تمثل جزءاً أساسياً في منظومة الاتصال التعليمي، لا يمكن الاستغناء عنه.

2-2 عناصر الاتصال التعليمي

     لتحديد عناصر الاتصال التعليمي ينبغي أولاً التعرف على عناصر عملية الاتصال بمعناه العام ، تلك العناصر التي حددتها الأدبيات في ستت عناصر متصلة ومتشابكة، بيانها على النحو الآتي:-

 

1- المرسل

          وهو المصدر الذي يقوم بصياغة الرسالة على شكل أهداف سلوكية محددة، كمعلومات ومعان،  ومفاهيم، أو مهارات أو اتجاهات ليرسلها إلى المستقبل، وقد يكون المصدر إنساناً كما هو الحال في المعلم، أو قد يكون آلة تعليمية كما هو الحال في الحاسبات الالكترونية التي تبرمج الرسالة مقدما ليستقبلها المستقبل.

. 2- المستقبل

          وهو الطرف الثاني لعملية الاتصال، الذي يتلقى الرسالة، ويقوم بفك رموزها، ويفسرها تبعاً لفهمه لها، فإما أن يفسرها على النحو المقصود منها، فتصل الفكرة أو الخبرة إليه بوضوح، وإما أن يخفق في تفسيرها، واستخلاص المعنى المقصود منها لأسباب قد تعود إلى المرسل أو إلى محتوى الرسالة أو المستقبل ذاته، وفي هذه الحالة يكون على المستقبل رد استفساراته حول الرسالة إلى المرسل ، ويستمر التفاعل بينهما حتى يتحقق الهدف من عملية الاتصال. وقد يكون المستقبل إنساناً وقد يكون آلة.

3-  الرسالة

وهي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل، وتتضمن المعاني والأفكار والآراء التي تتعلق بموضوعات معينة، يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها، فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلاً، تكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب ليسوا متخصصين في هذا المجال فلا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كأن الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو لا يعرفها الحاضرون، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم.

من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة، ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث إن المعلومات إذا كانت قليلة فأنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي، ولا تحيطه علماً كافياً بموضوع الرسالة، الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها.

 4- قناة الاتصال 

    اختلفت الآراء حول تحديد معنى قنوات الاتصال، فالبعض يرى أنها هي الرسالة نفسها والبعض الآخر يرى أنها الوسائل التي يمكن من خلالها إرسال الرسالة، في حين يرى بعضها آخر أنها الممرات التي يمكن للرسالة المرور من خلالها، ويمكن القول بأن قناة الاتصال تمثل الأداة التي يمكن من خلالها توصيل الرسالة بين المرسل و المستقبل سواء كان كل منهما شخصان، أو المرسل شخص والمستقبل جماعة، أو بين جماعتين، أو بين مؤسسة ومؤسسات أخرى ،و ذلك في إطار سلوك منظم لعملية.

وهناك مجموعة من الاعتبارات يتم مراعاتها عند اختيار قنوات الاتصال، منها مراعاة السهولة والفاعلية في استخدامها, ومراعاة المناخ، والبناء الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، والديني، والثقافي الذي تتم فيه عملية الاتصال، وانعكاس هذا المناخ والبناء على الفئة المستهدفة.

وتشير قنوات الاتصال إلى ثلاثة جوانب: الجانب الأول يتعلق بالوسط الذي يحمل الرسالة بين المرسل والمستقبل، والجانب الثاني يتعلق بالطريق الذي تدخل عبره الرسالة إلى المستقبل، ويتضمن هذا الجانب الحواس المجردة لدى المستقبل إذا كان إنساناً، ومفاتيح الاستعداد للاستقبال إذا كان المستقبل آلة، أما الجانب الثالث فيتعلق بالأجهزة والأدوات والمواد التي تهيئ قناة الاتصال للإرسال والاستقبال وتيسر على المرسل والمستقبل القيام بدوريهما.

     ويمكن أن يتم الاتصال عبر أكثر من قناة في نفس الوقت، ويمكن للمستقبل أن يرد على رسالة المرسل عبر قنوات أخرى غير التي تلقي منها الرسالة.

5- التغذية الراجعة

     وهي عملية تعبير متعددة الأشكال تبين مدى تأثر المستقبل برسالة المرسل، كما تبين مدى وضوح الرسالة، وصلاحية قنوات الاتصال، بمعني آخر فإن التغذية الراجعة تشير إلى مدى تفاعل المستقبل مع رسالة المرسل، والرسائل العكسية التي يرد بها على تلك الرسالة، والتي يمكن على ضوئها تحديد مدى وضوح الرسالة واستيعاب المستقبل لها، أو إخفاقه في حل رموزها، وتعد التغذية الراجعة عملية تقييم فوري لمدى نجاح عناصر عملية الاتصال في إتمام تلك العملية وتحقيق أهدافها.

وهناك بعض الشروط الواجب توافرها في التغذية الراجعة ومنها:

          1- أن تكون وصفية وليست تقويمية.

          2-أن تكون محددة و ليس عامة, أي أن ترتبط بموضوع محدد.

          3 -أن تأخذ بعين الاعتبار حاجات المرسل و خصائصه الوصفية التي يتم فيها الاتصال.

         4-يجب أن تتركز على ما يمكن تطويره من أساليب السلوك أو العمل.

         5-يجب أن يحسن توقيتها من حيث اختيار اللحظة المناسبة التي يكون فيها الطرف الآخر مستعدا لتلقيها و قبولها.

6- التشويش

     ويقصد به تداخل مؤثرات خارجية لا علاقة لها بموضوع الرسالة تقلل من وضوح الرسالة أو تؤدي إلى تشويهها، أو تؤدي إلى اضطراب في نظام الاتصال.

     وقد يحدث التشويش في أية مرحلة من مراحل الاتصال، ويكون إما ميكانيكياً في أجهزة وقنوات الاتصال، وإما دلالياً عندما لا تكون الرسالة واضحة تماماً لدى المستقبل، أو عندما تكون دلالة رموز الرسالة مختلفة لدى المستقبل عنها لدى المرسل .

2-3 أنواع الاتصال التعليمي

     على ضوء العرض السابق لمفهوم الاتصال التعليمي، وعناصره، يمكن استخلاص نوعين أساسيين للاتصال التعليمي هما:

أولاً: الاتصال التعليمي اللفظي 

وفي هذا النوع يقوم المعلم بإرسال الرسالة التعليمية، وتوجيه المتعلم والرد على استفساراته وتساؤلاته من خلال الحديث المباشر، وتكون قنوات الاتصال التعليمي في هذا النوع شاملة: الوسط المادي الذي يحمل الرموز اللفظية بين المعلم والمتعلم، والأجهزة والأدوات والمواد التعليمية التي تساعد في تبليغ الرسالة التعليمية اللفظية واستقبالها، وكذلك حاسة السمع لدى كل من المتعلم والمعلم، والتي تتيح تفاعلهما حول الرسالة التعليمية اللفظية.

     ولما كان الاتصال التعليمي اللفظي يمثل الجانب الأعظم في أي موقف تعليمي، خصوصاً في تعليم المقررات والموضوعات ذات الطابع النظري، فإن نجاح هذا النوع من الاتصال يتوقف على شروط من أهمها:

·              قدرة المعلم على مواجهة المتعلم، والتحدث إليه بلباقة.

·              قدرة المعلم على التحدث بصوت قوى، وعبارات واضحة.

·              قدرة المعلم على النطق الصحيح للكلمات، ومخارج الحروف.

·              ألا يكون لدى المعلم عيب من عيوب الكلام أو النطق.

·              أن يتجنب المعلم استخدام لهجات غير واضحة أو كلمات غامضة في حديثه إلي المتعلم.

·              أن ينوع المعلم في طبقات صوته خلال حديثه بين العلو والانخفاض حسبما يتطلب الأمر ذلك.

·              أن يلتزم المعلم بقواعد اللغة التي تضبط كلامه.

·              أن يكون المعلم قادراً على التمهيد لدرسه بشكل وبأسلوب مشوق يجذب انتباه المتعلم.

·              أن يكون المعلم متمكناً في مادته العلمية، قادراً علي تبسيط الأفكار الصعبة، وشرحها بأسلوب ييسر على المتعلم فهمها.

·              أن يتأكد المعلم من وصول كلامه إلى المتعلم بشكل واضح باستمرار.

·              أن تكون دلالة الرموز اللفظية واحدة لدى المعلم والمتعلم.

·              أن ترتبط الرسالة التعليمية بواقع المتعلم وتلبي حاجاته.

·              أن تكون الرسالة التعليمية واضحة وسليمة.

·              أن تكون قنوات الاتصال السمعي بين المعلم والمتعلم سليمة.

·              أن تكون أجهزة وأدوات الكلام والاستماع التي قد يستخدمها المعلم والمتعلم، ذات كفاءة عالية.

·      أن يكون المتعلم قادراً على سماع المعلم، والرد على رسالته، والتفاعل معه حول ما يقوله، والاستفسار الفوري عما لا يفهمه.

·              أن يكون المعلم قادراً على تقويم ناتج اتصاله اللفظي بالمتعلم، والحكم على مدى تحقيق أهداف هذا الاتصال.

·              أن يبلغ المتعلم عن أي خلل أو عائق يمنع متابعته وتلقيه لكلام المعلم.

ثانياً: الاتصال التعليمي غير اللفظي

     مع أن هذا النوع لا يمثل إلا جانباً بسيطاً في مواقفنا التعليمة، فإنه لا يقل أهمية عن الاتصال التعليمي اللفظي، حيث يؤثر بشكل فعال وأساسي في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ولا نغالي إذا قلنا إن الاتصال غير اللفظي يكون – أحياناً – أكثر فعالية في بعض المواقف التعليمية، ومع نوعية معينة من المتعلمين.

وفي أحيان أخرى يكون هذا النوع من الاتصال هو الوحيد الفعال مع بعض فئات المتعلمين، فكما أن الاتصال اللفظي هو الأكثر فعالية في تعليم فئات المكفوفين وضعاف البصر، فإن الاتصال غير اللفظي هو الأكثر فعالية في تعليم فئات الصم وضعاف السمع.

     والاتصال التعليمي غير اللفظي هو ذلك النوع من الاتصال الذي يرسل فيه المعلم رسالته التعليمية عن طريق رموز غير لفظية، أي بطرق لا يستخدم فيها الكلمات المنطوقة، حيث يمكن للمعلم الاعتماد على الكلمات المكتوبة، والرسوم، واللوحات، والصور، والرموز البصرية عموماً " لإشارات " وحركات الجسم، وتعبيرات الوجه، والإيماءات ونظرات العينين،....

     ويؤدي الاتصال غير اللفظي دوراً مهماً في تنويع المثيرات المرتبطة بأي وقف تعليمي، مما يزيد فعالية هذا الموقف، ويزيد من تفاعل المتعلم ومشاركته بصورة أكثر إيجابية في العملية التعليمية، غير أن هذا الدور لا يمكن أن يتحقق إذا لم يكن المعلم متقناً لأساليب هذا النوع من الاتصال وقادراً على استخدام كل منها في المكان والتوقيت المناسب خلال الموقف التعليمي، وإذا لم يكن المتعلم قادراً على فك تلك الرموز غير اللفظية، وفهم دلالاتها.

     وتذهب بعض الآراء إلى أن الاتصال غير اللفظي هو الأقدم، حيث استخدم الإنسان وسائل هذا النوع من إشارات وحركات وإيماءات وغيرها في التفاهم مع بني جنسه، قبل أن يعرف اللغة اللفظية.

     والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: " أي نوع من الاتصال يجب على المعلم إتباعه في العملية التعليمة؟ 

     للإجابة عن هذا السؤال نقول إن المعلم الجيد هو الذي يتقن وسائل وأساليب الاتصال اللفظي، وغير اللفظي بالمتعلمين في أي موقف تعليمي، وهو الذي يعرف كيف؟ ومتى؟ يستخدم كل أسلوب من هذه الأساليب، ومجمل القول إن الاتصال التعليمي الناجح يقوم على كلا النوعين/ اللفظي وغير اللفظي.

وعلى جانب آخر يمكن أن نستخلص  ثلاث صور للاتصال التعليمي هي:-

1- اتصال تعليمي بشري

     وهو صورة من صور الاتصال التعليمي، تتم بين طرفين من البشر، أي أن الاتصال هنا يكون بين إنسان وآخر، كالاتصال بين معلم ومتعلم، أو متعلم ومعلم، أو معلم ومعلم،  وهذه الصورة من صور الاتصال هي الأكثر شيوعاً في مؤسساتنا التعليمية.

2- اتصال تعليمي نصف بشري

     ويمثل صورة أخرى من صور الاتصال التعليمي، الذي يتم بين طرفين احدهما إنسان والآخر آلة تعليمية، كالاتصال بين: معلم وآلة تعليمية، أو متعلم وآلة تعليمية، أو بين المعلم والمتعلم من جهة، والآلة التعليمية من جهة أخرى.

وقد بدأ الاهتمام بتلك الصورة من صور الاتصال التعليمي في الآونة الأخيرة بمؤسساتنا التعليمية، خصوصاً مع تطور تقنيات الآلات التعليمية وظهور أجهزة الحاسب الآلي التعليمي واستخدامها كوسيط تعليمي فعال وتعميم هذه الأجهزة بكثير من مؤسسات التعليم.

3- اتصال تعليمي آلي

     في هذه الصورة من صور الاتصال التعليمي، يتم الاتصال بين طرفين غير بشريين، أي أن الاتصال يحدث بين آلة تعليمية وأخرى، خصوصاً بين الآلات التعليمية التي يمكن الاعتماد عليها كوسائط تعليمية فعالة كجهاز حاسوب.

     وهذه الصورة لا يعتمد عليها كثيراً في نظامنا التعليمي، إلا في حالات خاصة ولخدمة العنصر البشري ( معلم أو متعلم)، فدخول الحاسوب الشخصي على شبكة المعلومات الإلكترونية المعروفة بشبكة الإنترنت للحصول على معلومات لخدمة موضوعات وقضايا تعليمية، يمثل اتصالاً بين آلة وآلة يمثل مرحلة جزئية في منظومة الاتصال التعليمي،  ويمكن إجمال صور الاتصال التعليمي في النموذج الآتي:

معلم

معلم

متعلم

متعلم

آلة
تعليمية

آلة
تعليمية
 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


2-4 مستويات الاتصال التعليمي

     يتم الاتصال التعليمي بأنواعه وصوره على مستويات عدة، تلك المستويات التي أمكن إجمالها في أربعة وهي:-

1- الاتصال التعليمي الذاتي  Self-instructional Communication

     هو أول مستويات الاتصال التعليمي، ويتم داخل الفرد سواء كان معلماً أو متعلماً، فالمعلم مثلاً عندما يخلو بنفسه ليفكر في موضوع تعليمي معين قبل تدريسه، ويقلب هذا الموضوع على جوانبه المختلفة، ويحدد النقاط التي ينبغي التركيز عليها خلال تدريس الموضوع، والمدخل المناسب لتدريسه والتساؤلات المتوقع إثارتها حول الموضوع، والأسلوب المناسب للرد عنها فهو في كل ذلك يجرى اتصالاً ذاتياً مع نفسه.

 وفي المقابل عندما ينشغل المتعلم بموضوع تعليمي محدد أو مشكلة علمية يريد حلها، فهو يفكر ويقلب فيما لديه من معلومات سابقة كامنة في ذاكرته حتى يصل إلى إستراتيجية لحل المشكلة، فهو في ذلك يجرى اتصالاً ذاتياً مع نفسه أيضاً.

     وبعيداً عن المتعلم نرى كثيراً من الأفراد في الحياة اليومية يحدثون أنفسهم عندما يكونون بصدد مشكلة معينة، أو مواقف تحتاج لأخذ قرارات مصيرية، فهم يفكرون مع أنفسهم، ويقبلون كل الاحتمالات قبل أخذ القرار، وأحياناً يحدث ذلك بصوت مسموع فيقال فلان يحدث نفسه، وفي القرآن الكريم دلائل على الحوار مع النفس كقوله تعالي : " وكذلك سولت لي نفسي " (سورة طه ، الآية 96) و " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي" (سورة يوسف ، الآية 53) و " فلا تلوموني ولوموا أنفسكم " (سورة إبراهيم ، الآية 22).

2- الاتصال التعليمي الشخصي Interpersonal Instructional Communication

     وهو مستوى آخر من مستويات الاتصال التعليمي، ويحدث بين شخصين أو ثلاثة أشخاص بشكل فردي، كما يحدث بين شخص وآلة تعليمية فالتلميذ عندما يسأل المعلم في موضوع معين، والمعلم حينما يكلف التلميذ بنشاط معين، والتلميذ حينما يتعلم موضوعاً معيناً من خلال الحاسب التعليمي الشخصي، كل ذلك ينتمي إلي مستوى الاتصال التعليمي الشخصي.

     ويأخذ هذا المستوى موقعاً مهما بين مستويات الاتصال التعليمي، حيث يمتاز بالحوار المباشر بين المعلم والمتعلم، مما يتيح تغذية راجعة فورية لمدى وضوح الرسالة التعليمية، ومدى تحقيق الهدف منها، كما أن هذا المستوى يتيح مزيداً من التفاعل بين المعلم والمتعلم في الموقف التعليمي، ولنا أن نتخيل الفارق بين معلم يعلم تلميذاً واحداً، وآخر يعلم مائه تلميذ في وقت واحد !.

     وتدخل أساليب التعليم والتعلم الفردي، وأساليب تعليم المجموعات المصغرة والتعلم بالحاسوب في نطاق الاتصال التعليمي الشخصي .

3- الاتصال التعليمي الجمعي Collective Instructional Communication

     ويطلق عليه البعض " الاتصال المجتمعي Societal Communication " وهو أحد مستويات الاتصال التعليمي الذي يتم بين المعلم أو غيره من الوسائط التعليمية، ومجموعة محددة من المتعلمين، في مكان معين وفي وقت محدد حيث يمكن للمعلم تحديد مدى تفاعل المتعلمين معه بشكل مباشر.

     ويتفق الاتصال التعليمي الجمعي مع نظيره الشخصي في أن كليهما يعتمد على الحوار المباشر بين المعلم والمتعلم وجهاً لوجه، وفي تحديد مدى تفاعل المتعلمين مع المعلم خلال الموقف التعليمي ذاته، لكنه يختلف عنه في عدد الأفراد، فإذا زاد عدد الأفراد المتعلمين عن أثنين أو ثلاثة انتقل الاتصال من دائرة الاتصال الشخصي إلى دائرة الاتصال الجمعي. كما يختلف عنه في مستوى التفاعل بين المعلم والمتعلمين.

     ويمثل هذا المستوى محور الارتكاز لنظام التعليم في معظم– إن لم يكن كل– مؤسساتنا التعليمية، لجميع مراحل التعليم، حيث يسمح بتعليم مجموعة كبيرة من الأفراد في وقت واحد، مما يخفض تكلفة العملية التعليمية، لكن الزيادة في الكم تؤثر– حتماً – على الكيف.

     وتدخل أساليب : الإلقاء، والمحاضرة، واللقاءات، والندوات التعليمية، والعروض العملية والتوضيحية، في نطاق الاتصال التعليمي الجمعي.

4- الاتصال التعليمي الجماهيري Mass Instructional Communication

     وهو أكثر مستويات الاتصال التعليمي التي تتيح مشاركة مجموعات غير محددة من المتعلمين، في أماكن متفرقة في آن واحد، فالبرامج التعليمية التي تبثها القنوات التليفزيونية أو الإذاعية العامة تخاطب جمهوراً من المتعلمين في أماكن مترامية الأطراف في وقت واحد، والقنوات التعليمية الفضائية من أمثلة " قنوات النيل التعليمية " لهي خير مثال على الاتصال التعليمي الجماهيري، كذلك الكتب والمجالات والصحف العلمية والتعليمية التي تصل إلى جمهور من القراء في كل أنحاء العالم، لهي مثال آخر على وسائل الاتصال التعليمي الجماهيري.

     ولا يمكن الاعتماد على هذا المستوى فقط في عمليات الاتصال التعليمي المنظم داخل المؤسسات التعليمية، لكن يمكن الاعتماد على بعض وسائله في تحقيق مزيد من الخبرات التعليمية للمتعلمين والإسهام في تحقيق بعض أهداف العملية التعليمية.

     وإذا كان محور ارتكاز الاتصال التعليمي الجماهيري هو بث برامج تعليمية عبر وسائل اتصال جماهيري تخاطب جمهوراً من المتعلمين، فإن هذا المستوى قد ازداد فعالية وانتشاراً في الآونة الأخيرة، بما أفرزته التكنولوجيا المعاصرة من وسائل وأجهزة الاتصال الجماهيري الحديثة.

2-5 نماذج الاتصال التعليمي   

     تعرف المخططات التي توضح علاقة عناصر الاتصال بعضها ببعض وموقع كل منها في منظومة الاتصال، بنماذج الاتصال Models Communication حيث يوجد العديد من تلك النماذج. وللوصول إلى نموذج متكامل للاتصال التعليمي، نعرض أولاً بعض نماذج الاتصال بشكل عام.

يمكن تصنيف نماذج الاتصال إلى نوعين من النماذج:

أولاً : نماذج الاتصال النفسية:   وهي نماذج تحدد عناصر الاتصال في تتابع معين يوضح كيفية تحقق عملية الاتصال، وبأي مستوى وغالباً ما تكون هذه النماذج في شكل مجموعة من التساؤلات، ومن أمثلة تلك النماذج:

1-نموذج لاسويل

وهو نموذج شهير يحدد عملية الاتصال وعناصرها من خلال خمسة تساؤلات هي:

·              السؤال الأول: من يقول ؟ ...... ويشير إلى المرسل.

·              السؤال الثاني: ماذا يقول ؟ ...... ويشير إلى الرسالة.

·              السؤال الثالث: بأية وسيلة ؟ ...... ويشير إلى قناة الاتصال.

·              السؤال الرابع: لمن يقول ؟ ....... ويشير إلى المستقبل.

·              السؤال الخامس: بأي تأثير ؟ ....... ويشير إلى التغذية الراجعة.

نموذج لاسويل

من يقول

ماذا يقول

لمن يقول

أي قناة

بأي تأثير



 

ثانياً : نماذج الاتصال الهندسية :-

وهي رسوم تخطيطية هندسية توضح منظومة الاتصال وعناصرها، ودور كل عنصر منها في عملية الاتصال، وعلاقته بغيره من العناصر الأخرى ومن أكثر هذه النماذج شيوعاً ما يأتي:

 

1-نموذج شانون وويفر

قدم هذا النموذج في إطار ما عرف بالنظرية الرياضية للاتصال والتي وضعها شانون، ووانى ويفر عام 1949م، وبموجب هذا النموذج يقوم المصدر (بانتقاء) رسالته من بين العديد من الرسائل المتاحة لديه، ويقوم جهاز الإرسال بتحويل الرسالة إلى إشارة تحملها القناة إلى المستقبل الذي يحول هذه الإشارة بدوره إلى رسالة، وترسل إلى الغاية أو الهدف، ويوضح الشكل أدناه هذا النموذج.

مصدر

مستقبل

إشارة

هدف

مرسل

وسيلة اتصال

تداخل أو تشويش
 


 

 

 

 

 

 


ويتضح من هذا الشكل ما يأتي:

(1) أن عملية نقل الرسالة قد يشوبها نوع من التشويش.

(2) يتعامل النموذج مع قدر المعلومات المنقولة وليس مادتها ومحتواها.

(3) ولا يتعامل مع المعانى، ويركز فقط على الجوانب التقنية للاتصال.

(4) كما أنه نموذج أحادى الاتجاه فله نقطة بداية ونهاية.

(5) ومن عيوبه أنه غير كاف لوصف أو تحليل مختلف جوانب العملية الاتصالية فى الإنسان.

2- نموذج شرام : Schramm Model :-

المرسل

المفسر

الإشارة 

المستقبل

المصوغ
     وهو أيضاً من نماذج الاتصال، وهو أبسط من نموذج شانون وويفر لكنه أقل منه تفصيلاً، ويأخذ هذا النموذج أشكالاً تبدو مختلفة في مظهرها لكنها تنطوي على جوهر واحد ويتضح في ذلك في الأشكال الاتية:


 

 

 

 

 

 

أحد أشكال نموذج شرام للاتصال

تغذية راجعة

رسالة

قناة الاتصال

واضع الرمز

مفسر الرمز

حال الرمز

مرسل

حال الرمز

مفسر الرمز

واضع الرمز

مستقبل
 


 

 

 

 

 

 

 


                             شكل آخر لنموذج شرام للاتصال

المرسل

تحليل الرسالة

المستقبل

المستقبل

تحليل الرسالة

المرسل

قناة الاتصال

الرسالة
 


 

 

 

 

 


شكل آخر لنموذج شرام للإتصال

3- نموذج برلو Barlow Model :-

المرسل

المستقبل

قناة الاتصال

الرسالة
     وهو نموذج مبسط يوضح العناصر الأربعة الأساسية في عملية الاتصال وبيان ذلك في الشكل الآتي:


 

 

 

 

 

 

نموذج بورلو للاتصال

 

 

2-6 معوقات عملية الاتصال

هناك مجموعة من العوامل التي تعمل كمعوقات للاتصال، وتؤدي هذه المعوقات إلى التشويش على عملية الاتصال، ويتم هذا التشويش في أي خطوة من خطوات الاتصال، أي أن أي عنصر من عناصر الاتصال يمكن أن يتضمن أو يتعرض لمجموعة من المعوقات التي تخفض من فعالية الاتصال، ولهذا فإننا سنقوم بتقسيم معوقات الاتصال إلى معوقات في المرسل، ومعوقات في الرسالة، ومعوقات في قناة الاتصال، ومعوقات في المستقبل، ومعوقات في بيئة الاتصال.

1-معوقات في المرسل: يقع المرسل في أخطاء عند اعتزامه الاتصال بالآخرين، ومن الأمثلة على هذه الأخطاء عدم التبصير بالعوامل الفردية أو النفسية الموجودة بداخله، والتي يمكنها أن تؤثر في شكل وحجم الأفكار والمعلومات التي يود أن ينقلها إلى المستقبل ومن هذه العوامل: الدافع، والخبرة والتعلم، والفهم والإدراك والشخصية، والعمليات الوجدانية والعقلية.

2-معوقات في الرسالة: تتعرض المعلومات أثناء وضعها في الرسالة لبعض المؤثرات التي تغير من أو تسيء إلى طبيعة وشكل وحجم ومعنى المعلومات والأفكار، إن الخطأ في الرسالة يحدث عند القيام بالصياغة، أو ترميز المعلومات، وتحويلها إلى الكلمات، وأرقام وأشكال وحركات، وجمل وغيرها.

3-معوقات في قناة الاتصال: إن عدم مناسبة قناة الاتصال لمحتوى الرسالة ولطبيعة الشخص المرسل إليه تسبب في كثير من الأحيان فشل الاتصال، وعليه يجب أن يقوم المرسل بانتقاء وسيلة الاتصال الشفوية أو المكتوبة المناسبة، وذلك حتى يزيد من فعالية الاتصال.

4-معوقات في المستقبل: يقع المستقبل أو المرسل إليه في أخطاء عند استقباله للمعلومات التي يرسلها المرسل، وتتشابه الأخطاء التي يقع فيها المستقبل مع المرسل.

5-معوقات في بيئة الاتصال: يقع أطراف الاتصال في أخطاء عديدة عندما يتغافلون تأثير البيئة المحيطة بهم وبعملية الاتصال، وعدم الأخذ بعناصر البيئة وتأثيرها على الاتصال يجعل هذا الاتصال أما غير كامل أو مشوشا، وسنعرض فيما يلي لعناصر بيئة الاتصال، والأخطاء الخاصة بها:

1-أحد أطراف الاتصال أو كلاهما على غير علم أو لا يفهم الأهداف المشتركة بينهما.

2-أحد أطراف الاتصال تتعارض أهدافه مع أهداف الطرف الآخر في الاتصال.

3-أحد أطراف الاتصال أو كلاهما لا يفهم وظيفته أو وظيفة الآخر على خير وجه.

4-أحد أطراف الاتصال أو كلاهما لا يفهم الفوائد التي ستعود عليه من جراء الاتصال.

5-أحد الأطراف أو كلاهما لا يفهم العواقب السيئة التي ستصيبه من جراء سوء الاتصال.

6-عدم اتسام البيئة بالابتكار والمبادرة والتعزيز يحبط عمليات الاتصال.

7-عدم اتسام البيئة بالعدالة والثقة يحبط عمليات الاتصال.

8-عدم توفر التغذية الراجعة عن مدى التقدم في الاتصال يحبطها.

تدريب 6 في ضوء دراستك لنماذج الاتصال التعليمية المختلفة بين التطبيقات التربوية لهذه النماذج؟

..........................................................................................................................................

..........................................................................................................................................

تدريب7: بين المقومات الرئيسة التي يجب توفرها في عناصر  عملية الاتصال التربوي لجعلها عملية فعالة؟

..........................................................................................................................................

..........................................................................................................................................

تدريب8:  نفذ بحثاً إجرائياً في مدرستك للكشف عن معوقات الاتصال التربوي من وجهة نظر كل من المعلمين والطلبة.

..........................................................................................................................................

 

 

 

 

 

المراجع:

1.    استيتية، دلال (2007). تكنولوجيا التعليم والتعليم الالكتروني.الطبعة الأولى. دار وائل، عمان، الأردن.

2.   التركي، صالح(2003). التعليم الالكتروني. مدارس الملك فيصل، الرياض، السعودية.

3.   الفار، إبراهيم(2004). تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين. دار الفكر التربوي، القاهرة.

4.   سويدان، أمل، و مبارز، منال(2007). التقنية في التعليم. دار الفكر، عمان، الأردن.

5.    حمدان، محمد زياد(1986). وسائل وتكنولوجيا التعليم مبادؤها وتطبيقاتها في التعلم والتدريس، عمان، التربية الحديثة.

6.    السيد، محمد علي(1986). الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم، عمان، المطبعة الأردنية.

7.    حمدي نرجس( 1978). الدور الجديد للمعلم في عهد تقنيات التعليم، رسالة المعلم، العدد الأول، السنة الأولى

8.    أحمد، زاهر . (1997). تكنولوجيا التعليم : تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، القاهرة، المكتبة الأكاديمية.

9.    البغدادي، محمد رضا(2002). تكنولوجيا التعليم والتعلم.الطبعة الثانية، دار الفكر العربي ، القاهرة.

10.         زاهر، الغريب، بهباني، إقبال( 1999). تكنولوجيا التعليم ( نظرة مستقبلية)، الطبعة الثانية، دار الكتاب الحديث .

11.         سلامة، عبد الحافظ (2006). وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم. دار الفكر، عمان، الأردن.

12.         السيد، محمد علي(1999). الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم. الطبعة الأولى، دار الشروق للنشر والتوزيع.

13.         الشرهان، جمال بن عبدالعزيز (2001). الوسائل التعليمية ومستجدات تكنولوجيا التعليم، الرياض، المؤلف.

14.         العريفي، يوسف(2003). الحاسب والتعلم مفاهيم وتطبيقات للمدرسة والمنهج والطالب، كلية التربية، جامعة الملك فيصل.

15.         عليان، مصطفى، والدين محمد( 1999). وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم، عمان، دار الصفاء للنشر والتوزيع.

16.         عيادات ، يوسف احمد (2004). الحاسوب التعليمي وتطبيقاته التربوية، دار المسيرة.

17.         الفار ، إبراهيم عبد الوكيل (2002). استخدام الحاسوب في  التعليم، الطبعة الأولى، عمان الاردن.

18.         الكلوب، بشير(1999). التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم. الطبعة الثانية، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

19.         مالك، خالد مصطفى( 2000) تكنولوجيا التعليم المفتوح،عالم الكتب- القاهرة.

20.         الحيلة، محمد محمود (2000). تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، عمان، دار المسيرة.

21.         حمدي، نرجس وآخرون(1992) تكنولوجيا التربية، جامعة القدس المفتوحة، عمان-11821- الأردن.

22.    حمدي، نرجس، تكنولوجيا المعلومات في التعليم عن بعد الواقع والطموح والتحدي، ورقة مقدمة لمؤتمر التعليم عن بعد ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عمان، 10-12 نيسان،1999.

23.         علي، نبيل(1994) العرب وعصر المعلومات، عالم المعرفة، نيسان، العدد (184).

24.    جيتش، بيل(1998) المعلوماتية بعد الانترانيت (طريق المستقبل)،ترجمة عبد السلام رضوان، عالم المعرفة،آذار، العدد (231).

25- ريم جاسم (2005) التعلم الالكتروني والبلدان النامية

http://www.e-learning.com/         ( تم الرجوع إليه بتاريخ 15/5/2009)

 

المراجع الأجنبية:

1.     Sccles, B,& Richey.R. 1994 Instructional Technology : the Definition and Domains the field. Washington, U.S.A. Association for Education and Technology.

2.      Heinich, R., Molenda,M., & 1993 Instructional Media and the new technologies of instruction. N.Y.: Macmillan Pup. Co.

3- Roblyer, M. D. and Edwards, J. (2000). Integrating Educational Technology into Teaching. (2nd Ed.). Upper Saddle River, New Jersey: Prentice Hall.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق